خطبة عرفة وإعلان حقوق الإنسان

Filed under: by: ragabhpl



نقلا عن موقع قصة الاسلام

حقيقة لا مراء فيها أن حقوق الإنسان في أرجاء العالم المختلفة تتعرض لانتهاكات لا حصر لها، وليس من السهل أن تجد منطقة في شرق العالم أو غربه لا تعاني من هذا الانتهاك، وقد يكون الانتهاك داخليًّا بأيدي أصحاب السلطان والحكم، وقد يكون من دولة متجبِّرة لدولة أخرى ضعيفة، وقد يكون من طائفة لطائفة أخرى، وقد يكون من فردٍ لأفراد آخرين، ولكنه في كل الأحوال موجود ومنتشر، بل ليس غريبًا أن تصبح المعاناة هي شعار الأغلبية من سكان هذا الكوكب!

وهذا الانتهاك لحقوق الإنسان ليس مستحدثًا في الأرض، بل إن السمة الغالبة لكل الأمم التي حكمت الدنيا قبل ذلك، هي سمة الظلم والاضطهاد للآخرين، ولا فرق في ذلك بين فرس ولا رومان، ولا هنود ولا صينيين، ولا تتار ولا صليبيين، ولا إنجليز ولا فرنسيين، ولا أمريكان ولا يهود.. إنها النتيجة الحتمية للقوة إذا نُزعت منها الرحمة، وإذا تجرَّدت من الأخلاق والدين.

حقوق الإنسانأما الذي يحزننا حقًّا فهو أن نرى هذا الانتهاك لحقوق الإنسان متفشيًّا في بلاد المسلمين، التي أنعم الله عليها بدين يحفظ حقوق الإنسان من أول يوم نزل فيه القرآن إلى آخر أيام التشريع.. وهو الدين الذي جعل الله U سمته الرئيسية هي الرحمة، فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]. وهو الدين الذي لا يقبل الظلم بأي صورة من الصور، يقول تعالى في الحديث القدسيِّ: "يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا؛ فَلاَ تَظَالَمُوا"[1].

يحزن المرء حقًّا عندما ينظر إلى بلاد الإسلام فيجد الأعداد الغفيرة من المظلومين قد دخلت السجون والمعتقلات بغير جريمة ولا ذنب، بل بغير قضية ولا تحقيق من الأصل، ويجد أن الأعياد تلو الأعياد تمرُّ على الأمة فلا تحمل إلا الحزن لعائلات كثيرة، فَقَدت عائلها خلف القضبان بغير حق ولا دليل!

يحزن المرء كثيرًا عندما يجد أن إرادات الشعوب الإسلامية تُزوَّر وتُلفَّق، حتى تسير الأمور وَفْق هوى شخص بعينه، وتحقيقًا لمصالح إنسان بذاته.

يحزن المرء كثيرًا عندما يشاهد مُكوسًا وضرائب، وجبايات وفروضًا تثقل كاهل المساكين، وتشقُّ على عامَّة المواطنين.

يحزن المرء كثيرًا عندما يرى في بلاد المسلمين أطفالاً لا مأوى لهم، فيما عُرف بظاهرة (أطفال الشوارع)، ويجد نساء وأرامل لا يجدن ما يكفي لسدِّ جوعهن وجوع أولادهن، بينما تُختلس أموال البلاد الإسلامية وتُبدَّد بالملايين والمليارات.

كل هذا وغيره انتهاك لحقوق الإنسان في بلاد المسلمين.

ولهذا فليس مفاجئًا لنا أن نجد أن الغالب الأعم من الدول التي تنتهك حقوق الإنسان في العالم، هي دول إسلامية!

وهذه والله فتنة كبيرة، وبلية عظيمة!

ماذا تقول شعوب العالم الذي يسمونه بالمتحضر عندما يشاهدون هذه الظواهر والكوارث في بلاد المسلمين؟! أليس من المتوقع أن يُرجِعوا ذلك كله إلى الإسلام نفسه؟! أليس طبيعيًّا جدًّا أن يقولوا إن العامل المشترك الذي يجمعهم جميعًا هو الإسلام، فلا شك إذن أنه دين عنف وإرهاب واضطهاد وقهر وعنصرية وطبقية؟!

إنها والله فتنة!

ولذلك يقول ربنا I: {رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} [الممتحنة: 5]. ونحن نكون فتنة للذين كفروا إذا كان حالنا دافعًا لهم أن يبتعدوا عن هذا الدين وعن أهله.

والحق أن الإسلام بريء تمامًا من هذه التصرفات والمخالفات.. والفرق بين قواعد الشريعة وبين ما يفعله غالب الحكام وأصحاب السلطان، كالفرق تمامًا بين السماء والأرض، أو لعله أبعد!

وما أجمل -ونحن في هذه الأيام المباركة- أن نتعرف على قواعد الإسلام الصحيح من خلال خطبة نبي الإسلام وخاتم المرسلين محمد r، وذلك يوم عرفة، وهو يخاطب عموم المسلمين المجتمعين معه في هذا الموقف المهيب.

خطبة عرفة وإعلان حقوق الإنسانلقد كانت خطبة عرفة ذات طابع مميز مختلف عن بقية خطبه r، ليس ذلك فقط لأنها كانت خطبة توديعية للأمة، ولكنها في الواقع كانت خطبة الرسول r لأمته القوية الممكَّنة في الأرض. لقد خاطب رسول الله r قبل ذلك المستضعفين، وخاطب المحاصَرين والمضطهدين، وحتى في فترة المدينة فإن حياة المسلمين كانت بين شدٍّ وجذب، وقوة وضعف، وعلوٍّ وهبوط، إلا أنه الآن في خطبة عرفة يخاطب أمة قوية لها السيطرة على الجزيرة العربية بكاملها، ولها الكلمة العليا في كل المنطقة، وهو في خطابه لها يعلِّمها ويعلِّم البشرية جميعًا أن القوة إذا كانت في يد مسلم حقيقي، فإنه يسخِّر هذه القوة لحفظ حقوق الإنسان لا لهدرها، ولترسيخ العدل في الأرض لا الظلم، ولتعزيز المبادئ الأخلاقية والحضارية لا الاستبدادية التعسفية.

لقد كان أعظم إعلان لحقوق الإنسان في تاريخ الإنسانية!

انتهاك حقوق الإنسانإن الرسول الأكرم r وقف معلنًا في أكثر من موضع حرمة الدماء والأموال، وهما أكثر الأشياء التي يتصارع لأجلها البشر، وهما أهم الأشياء التي يسعى الإنسان للحفاظ عليهما، فقال رسول الله r: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا"[2].

إنه يحرم تمامًا أن يتعرض أحدٌ لدم أحدٍ أو ماله بغير وجه حق، بل إنه يعلن في موضع آخر أن هذا ليس فقط في الأموال الكثيرة، وليس فقط في الظلم المُعلَن الواضح، ولكن في أي صورة من صور التحايل، فيقول في روعة بالغة: "لاَ يَحِلُّ لِامْرِئٍ مِنْ أَخِيهِ إِلاَّ مَا أَعْطَاهُ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ، فَلاَ تَظْلِمُنَّ أَنْفُسَكُمْ"[3].

ثم هو يمنع أن يُؤخذ أحدٌ بجريرة إنسان آخر، فقال: "دِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ، وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ"[4]. فليس من المقبول أن يُقتل إنسان لا لشيء إلا لأن أباه أو أخاه أخطأ بقتل آخر، فكل نفس بما كسبت رهينة.

العالم كله الآن يشاهد مصيبة الربا وأثرها في الأزمة المالية العالميةوهو كذلك يمنع الاستغلال الاقتصادي، ويحرِّم تحكُّم الأغنياء في الفقراء، فيقول: "وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ رِبَانَا، رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ"[5]. إن الربا ظلم مبين، وهدر لحقوق الإنسان، ولعلَّ العالم كله الآن شاهد مصيبة الربا وأثرها في الأزمة المالية العالمية، ورسولنا الأكرم يحذِّرنا من هذا الشر المحض، ويمنعنا من استغلال الناس وقهرهم.

ثم لعلنا نلحظ أنه r لا يتفضل بقيادته ونبوته وحكمه على الناس، ولا يترفع عليهم، ولا يستثني نفسه من حكمٍ ويضعه على غيره، بل إنه يصبح أول المتنازلين عن دماء الجاهلية، وعن ثأر الآباء، وهو كذلك أول المتنازلين عن فوائد الربا التي كان يقبضها عمه العباس t؛ ليعلن للجميع أن الحاكم لا ينبغي له أن يتسلط على رقاب المحكومين، بل على العكس إنه يضرب من نفسه المثل والقدوة لكل شعبه.

وهو أيضًا في هذا الموقف الجامع يوصي بحفظ حقوق النساء، التي كثيرًا ما تتعرض لهدرٍ عظيم إذا ما نسي الإنسان خُلُقَه، وابتعد عن دينه، فيقول الرسول r: "اتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ؛ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ"[6].

ثم يُسَطِّر قانونًا من أعظم قوانين الإنسانية، وهو قانون المساواة، ونبذ العنصرية والطبقية، وعدم الاعتبار مطلقًا بفروق الجنس والعرق واللون والثروة، فيقول في رقيٍّ ظاهر: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى"[7].

وأكثر من كل ذلك فإنه لا يمانع أن يصعد عبدٌ حبشي إلى قمة الحكم في الدولة الإسلامية، بل إنه يوصي أصحابه وأمته أن يسمعوا له ويطيعوا، ولا يجعلوا فارق اللون أو الثروة مانعًا لهم أن يتبعوه. يقول رسول الله r: "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ[8]، مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ"[9].

إن هذه القوانين الرائعة، والقواعد السامية أُعلنت منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان، وأُعلنت هكذا كاملة دون نقص، ومحكمة دون ثغرة، وهذا من أبلغ دلائل نبوته r.

إننا نحتاج أن نفهم ديننا، وأن نعرف قصة حبيبنا r، وأن نفخر بدستورنا وشرعنا.

ونحتاج أيضًا أن نرفض الظلم بكل صوره، وأن نغضب لإهدار حق إنسان واحد، فضلاً عن إهدار حقوق الشعوب.

ونحتاج فوق هذا أن نحمل رسالة ديننا إلى العالمين؛ ليعلم الجميع أن دين الله حق، وأن شريعته عادلة، وأن سعادة الدنيا والآخرة في تطبيقها واتِّباعها.

نسأله I أن يرفع الكرب عن المكروبين، وأن يردَّ الحقوق لأصحابها، وأن يُسعِد البشرية جميعًا بدين الإسلام.

كما نسأله سبحانه أن يعز الإسلام والمسلمين!

الصين ام الامريكان

Filed under: by: ragabhpl

نقلا عن موقع قصة الاسلام

نتيجة الطغيان الأمريكي البارز، وانفراد الأمريكان بقيادة العالم في العقدين الأخيرين من عمر البشرية، ونتيجة الاحتلال الأمريكي الغاشم للعراق وأفغانستان، ونتيجة التأييد الأمريكي السافر لليهود في فلسطين، فإن كثيرًا من المسلمين صاروا يسعدون كثيرًا بالنمو الصيني المتزايد على أمل أن يقف الصينيون في وجه القوة الأمريكية المتنامية؛ وبالتالي يتحقق شيء من التوازن في العالم نتيجة وجود قطبين أو أكثر بدلاً من قطب واحد.
وبالتالي رأينا الكثير من المسلمين يعلقون الآمال على الدولة الصينية العملاقة، ويتحدثون بعاطفة أقرب إلى الفخر عن إنجازاتها وكأنها أحد بقية الأقطار الإسلامية الشقيقة!
وهؤلاء يغفلون عن حقائق كثيرة لعلَّهم لو عرفوها لتوجسوا خيفة من نمو الصين بدلاً من أن يفرحوا به..
فهم يغفلون أولاً عن سنن الله في نصر المؤمنين، وأن الله لا ينصر المسلمين بتوازن القوى العالمية، إنما ينصرهم بارتباطهم بربهم سبحانه وتعالى واعتمادهم عليه، واتّباعهم لشرعه، ووحدتهم على أساس العقيدة، لا ينصرهم في ذلك توازن القوى العالمية أو عدم توازنه. نعم قد يستغل المسلمون التغيرات الموجودة في الدنيا ليحققوا مصلحة ما لهم ولأمتهم، لكنهم لا يعتبرون هذه التغيرات الدنيوية وسيلة حتمية لتحقيق النصر، ومن ثَمَّ يضيع الفارق بين الوسيلة والغاية؛ فالغاية أن نصبح أقوياء بالله عز وجل وبارتباطنا به، وعندها سننتصر مهما كانت الظروف العالمية، وفي ظل قوة أمريكا أو الصين أو غيرهما.
والخطورة الحقيقية في هذا المنهج أنه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة يعلق المسلمين بالأسباب، وينسيهم رب الأسباب، ولقد استمعتُ بنفسي إلى محاضر مسلم متخصص في السياسة يقول: إن على المسلمين أن يحاولوا دائمًا أن يتوقعوا الأقطاب العالمية القوية قبل قوتها حتى يقيموا معها علاقات قوية، فإذا قامت كنا أصدقاءها المقربين، وبالتالي دخلنا في المعسكر المتغلب!!
إن هذا المنهج الانهزامي الذي يفترض أن فرصة المسلمين للنجاة لا تكون إلا بالاعتماد على دولة أجنبية، منهجٌ محبط وغير فاهم لطبيعة النصر في حياة هذه الأمة.
فهذه هي الحقيقة الأولى التي يغفلونها.
وثانيًا: هم يغفلون ديانة هذه الدولة الصينية كعادة السياسيين، فإنهم يضعون الدين جانبًا عند التحليل، أما نحن المسلمين فإننا نعتبر القرآن الكريم والسنة المطهرة هما أهم الوسائل المساعدة لنا على فهم الماضي الذي رأيناه، والواقع الذي نعيشه، والمستقبل الذي نقبل عليه.
فهؤلاء الصينيون إما ملاحدة شيوعيون لا يؤمنون بإله أصلاً، أو وثنيون يعبدون بوذا وكونفشيوس من دون الله. ومع أن الأمريكان يشركون المسيح عليه السلام مع الله عز وجل إلا أنهم في النهاية أهل كتاب، وهذه معلومة أخبرنا القرآن الكريم أن لها علاقة مهمة بتحليلاتنا..
فالله عز وجل يقول في كتابه: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} [المائدة: 82].
فأشد الناس عداوة للذين آمنوا بنص القرآن، هم اليهود والمشركون الوثنيون عبّاد الحجر والبقر، ومن باب أولى الملحدون الذين ينكرون أن للكون خالقًا. نعم قد نجد مشركًا رحيمًا محبًّا للمؤمنين كأبي طالب والمطعم بن عدي، وقد نجد النصارى قساة في حروبهم غلاظًا في عداوتهم، لكن يبقى الأصل هو ما ذكره ربنا تصريحًا في كتابه.
وإن الشواهد على ذلك كثيرة من التاريخ والواقع، ولنسأل أنفسنا كم من الصينيين أو اليهود أسلم في السنوات السابقة؟! وكم من الأمريكان أسلم في نفس السنوات؟! لا شك أن لعوامل اللغة والتاريخ تأثيرًا، لكن تبقى قلوب النصارى بصفة عامة أقرب إلى الإسلام من قلوب المشركين، وتبقى قلوب النصارى أرحم من قلوب الملحدين.
وثالثًا: فإن هؤلاء الذين يعلقون آمالهم على الصين يغفلون تاريخهم في الأراضي! والصينيون من أكثر شعوب الأرض دموية، ومن هذه البلاد ومن منغوليا أتت جحافل التتار التي أذاقت شعوب العالم العذاب ألوانًا، وقاسى المسلمون منها بشدة، وذُبح منها الملايين على أيديهم، وكان ابن العماد يصف سيرتهم قائلاً: "إنهم لا يهدفون إلى السرقة والنهب والتملك، ولكن إلى إفناء النوع البشري"
وكانت هذه طبيعتهم في كل معاركهم، حتى بعد زمن التتار، ولقد عانى منهم المسلمون أشد المعاناة في تركستان الشرقية المحتلة! فهذا الإقليم المسلم محتل من الصين منذ أكثر من ثلاثمائة عام، وتمارس فيه الصين كل محاولات طمس الهوية وإبعاد المسلمين عن دينهم. نعم قد يفتتحون مسجدًا أو يكرمون حافظًا للقرآن، أو يحتفلون برحلة حج! لكن كل هذه مظاهر غرضها إخفاء الدموية الصينية في الإقليم المسلم. ولقد قامت الصين بقتل مائة ألف مسلم في هذا الإقليم في السنوات الأربع بين 1949 و1953م!
ورابعًا: فإن معلقي الآمال على الصين يغفلون طبيعة الحكم الصيني، الذي ما تغير عبر القرون الطويلة، ولم يختلف كثيرًا في شيوعيته الحديثة عن إمبراطورية الصين القديمة؛ فالحكم في الصين دومًا هو الحكم الدكتاتوري الأوحد، ولا يقبل فيها مطلقًا بالرأي الآخر. ولقد اعترف ماوتسي تونج زعيمهم الأكبر أنه قَتَل في سنة 1951م - تحت مسمى القضاء على الثورة المضادة - أكثرَ من 800.000 شخص من المناوئين لسياسته! كما كان يفتخر بأنه دفن أكثر من 46.000 عالمٍ وهم أحياء!!
ولكم أن تتخيلوا كيف يكون الحال إذا أطلقت مثل هذه الدولة على العالم! فهذا حالهم مع أهلهم، فكيف سيكون مع من حولهم من الشعوب؟!
وخامسًا: فإن الذين يعلقون آمالهم على هؤلاء الوثنيين يغفلون دراسة السيرة النبوية، أو لا يربطونها بواقعهم..
أليس في علاقة أمريكا بالصين شبه مع علاقة أخرى دوّنتها لنا كتب السيرة؟!
أليس لها وجه شبه مباشر مع الحرب بين الروم والفرس؟!
لماذا حزن المسلمون لهزيمة الروم، وانتظروا الأيام كي تنتصر؟!
ألم يكن الروم في ذلك الوقت يعبدون المسيح من دون الله، ويمارسون الظلم على كل الشعوب التي يحتلونها؟!
كان هذا يحدث، ولكنهم في النهاية أهل كتاب، وإيمانهم أقرب، وقلوبهم أرق من أولئك الذين يعبدون النار.
وليس معنى هذا أن الأمور تميعت، وأصبح الروم كالمسلمين؛ فقد تعقدت الأمور بين الدولة الإسلامية الناشئة وبين دولة الروم العملاقة، وصار الأمر إلى صدام مباشر بين المسلمين والروم.
ومن هنا فإنه لا يفهم من كلامي هذا أنني أعلق الآمال على الأمريكان، وأتوسم فيهم نجدة المسلمين، بل أقول: إننا لن نرفع رأسنا ونعز أنفسنا إلا بالإسلام، وإلا بالتوجُّه الكامل لله عز وجل لا لأمريكا ولا للصين ولا لغيرهما، ولكن يبقى نصر الأمريكان على الصينيين أحب إلى قلوبنا؛ نتيجة ما ذكرناه من عوامل.
إن الإحباط الذي أصاب المسلمين نتيجة التجبُّر الأمريكي دفعهم إلى الرغبة في الخلاص من مشاكلهم ولو بتعليق الآمال على الشيوعيين، ونسي المسلمون إجرام الشيوعيين السوفيت واليوغسلاف والصينيين وغيرهم، وكان المسلمون كالمستجير من الرّمضاء بالنّار، وتفرقت بهم السبل، وتاهوا في طرقات السياسة النفعية. ولو أفاقوا لأدركوا أن السبيل للعزة والتمكين والنجاة واحد لا ثاني له، وقد ذكره ربُّنا في كتابه حين قال: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153].
وأسأل الله عز وجل أن يعز الإسلام والمسلمين.

نقلا عن موقع الدكتور صلاح سلطان

Filed under: , by: ragabhpl

يا مصر كفاك جوعا واستبدادا

في مصر خيرات جسام استأثر بها اللئام وحرم منها الكرام ، فيها من كنوز الأرض وخيرات السماء ما يكفي لإطعام العالم ( أهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم ) ، فيها من عطاء الله الوفير من النيل العظيم والأرض الخصبة ، والخبرة النادرة ،والحرف الماهرة ، والصناعات الثقيلة والخفيفة ، والعقارات والاستثمارات المربحة ، والبحار الرائعة والآثار النادرة ، ولكن استولي عليها بالتزوير والاحتيال من عصابة السوء الذين جمعوا بين الاستبداد السياسي والفساد المالي ما طفح به الكيل، وفاض عن الحد بما يوحب الإعلان عن العصيان المدني السلمي ، حتي تنهار عصبة السلب والنهب والمحاكمات الظالمة ، والأيادي العابثة ، لأنهم هم الذين سدوا كل الأبواب أمام الإصلاح السلمي في فجور نادر في تزوير إرادة الأمة ، وتذويب كل آمال الإصلاح الديمقراطي ، و لا ينبغي لأحد أن يلوم شعبا اشتدت عليه المسغبة ، و أصابته سنون عجاف أذابت الشحم وأكلت اللحم ونقّت العظم ، وأمرضت الجسم بالدماء الملوثة وتجارب الأدوية بعد نجاحها علي الفئران، والأطعمة الفاسدة والمسرطنة ، والمخدرات الفتاكة ، و.... وهذه توجب على كل حر أن ينتفض وأن يقول لهذا الظلم المركب : لا (ولو بالمكث في بيته ) رغم التهديد العلني الذي يسلب الإنسان حقه في التأوه إذا عضه الألم ،و الصراخ إذا أنهشه الجوع ، والصياح إذا سلب إنسانيته وحريته وكرامته ، وهنا اختصر المقال بأبيات لأمير الشعراء أحمد شوقي يشاطرنا الصراخ من وراء جدران قبره فيقول لأهل مصر :

شَبابَ النيلِ إِنَّ لَكُم لَصَوتًا" "مُلَبّى حينَ يُرفَعُ مُستَجابا
فَهُزّوا العَرشَ بِالدَعَواتِ حَتّى" "يُخَفِّفَ عَن كِنانَتِهِ العَذابا
أَمِن حَربِ البَسوسِ إِلى غَلاءٍ" "يَكادُ يُعيدُها سَبعًا صِعابا
وَهَل في القَومِ يوسُفُ يَتَّقيها" "وَيُحسِنُ حِسبَةً وَيَرى صَوابا
عِبادَكَ رَبِّ قَد جاعوا بِمِصرٍ" "أَنيلًا سُقتَ فيهِمُ أَم سَرابا
حَنانَكَ وَاهدِ لِلحُسنى تِجارًا" "بِها مَلَكوا المَرافِقَ وَالرِقابا
وَرَقِّق لِلفَقيرِ بِها قُلوبًا" "مُحَجَّرَةً وَأَكبادًا صِلابا
أَمَن أَكَلَ اليَتيمَ لَهُ عِقابٌ" "وَمَن أَكَلَ الفَقيرَ فَلا عِقابا
وَتَسمَعُ رَحمَةً في كُلِّ نادٍ" "وَلَستَ تُحِسُّ لِلبِرِّ انتِدابا
أَكُلٌّ في كِتابِ اللهِ إِلّا" "زَكاةَ المالِ لَيسَت فيهِ بابا
إِذا ما الطامِعونَ شَكَوا وَضَجّوا" "فَدَعهُمْ وَاسمَعِ الغَرثى السِغابا
فَما يَبكونُ مِن ثُكلٍ وَلَكِن" "كَما تَصِفُ المُعَدِّدَةُ المُصابا
وَلَم أَرَ مِثلَ شَوقِ الخَيرِ كَسبًا" "وَلا كَتِجارَةِ السوءِ اكتِسابا
وَلا كَأُولَئِكَ البُؤَساءِ شاءً" "إِذا جَوَّعتَها انتَشَرَت ذِئابا
وَلَولا البِرُّ لَم يُبعَث رَسولٌ" "وَلَم يَحمِل إِلى قَومٍ كِتابا

من حق الشياه ــ في عرف أمير الشعراء ــ إذا جاعت أن تكون ذئابا ، ونحن والله آدميون نريد العيش ليس في رخاء وغناء ، بل كفاية واستغناء، فافعلوا شيئا معشر الفقراء تصخ آذان الأغنياء لترد بعض حقوق البؤساء ، فلم يعد ما يبكى عليه إذا حرمنا حريتنا ورغيف خبز يخلو من الذلة والشقاء.

ا .د. صلاح سلطان

نقلا عن موقع نافذة مصر

Filed under: by: ragabhpl

قوات مكافحة تكريم حفظة القرآن الكريم تحتل قرية بمركز منيا القمح



فى الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الجمعة الماضى الموافق 22/8/2008 احتلت قوات الأمن قرية زهر شرب بمركز منيا القمح – محافظة الشرقية ، بقيادة أحد لواءات الشرطة وفى صحبته ثلاث سيارات أمن مركزى وثلاث سيارات شرطة وسيارة إسعاف وسيارة مطافى.

والتى تمركزت منذ الصباح أمام المسجد الكبير بالقرية بزعم أن الإخوان المسلمين بالقرية سيقيمون حفلاً لتكريم حفظة القرآن الكريم وتم توزيع سيارات الشرطة أمام مساجد القرية والتنبيه على الخطباء بأن يكون مدة الخطبة خمسة عشردقيقة حسب تعليمات وزير الأوقاف مع غلق المساجد بعد الصلاة مباشرة وكذلك محاصرة دور المناسبات تحسباًً لتوزيع الجوائز فيها.

وبعد الإنتهاء من صلاة الجمعة تم غلق جميع مساجد القرية ثم جاءت التعليمات لقوات الشرطة بأن تكريم حفظة القرآن الكريم سيتم بعد صلاة العصر وظلت قوات الأمن متمركزة فى اماكنها حتى جاءتهم تعليمات بأن حفل التكريم تم تأجيله إلى الجمعة القادمة وبناءا عليه انسحبت قوات الأمن من القرية قائلين سنعود الجمعة القادمة.

اصل بعيد عنك القران اليومين دول عملوا له ادارة جديدة حملة مكافحة القران

إساءات على الفيس بوك

Filed under: by: ragabhpl

نقلا عن موقع نبى الرحمة



انصرو نبيكم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

فيه جروب علي الفيس بوك الجروب ناشره الرسوم المسيئه للرسول الكريم
محمد صلي الله عليه و سلم
و مش كفايه بسخروا مننا و من ديننا ومن رسولنا
http://www.facebook.com/group.php?gid=8832907735

نحن حوالي 20 الف شخص في هذا التطبيق يعني لو كلو واحد عمل التالي انشالله رح نلغي الجروب اللي متهجمين على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم

لإغلاق القروب هذا راح نعمل الآتي
--------------------------
نفتح القروب
http://www.facebook.com/group.php?gid=8832907735

وفي أخر الصفحه بنلاقي
report group

حنتختار
Attacks individuals or groups

ثم انسخ النص هذا

This group is abusing and making fun of the prophet of Islam Mohamed,
and we find this very insulting and very abusing for the religion of Islam
we are looking forward that Facebook will kindly delete this group
Thank you.

ياريت ننشرو الخبر

أبناء الدعوة بالنسب وأبناؤها بالتبني

Filed under: by: ragabhpl


نقلا عن محمد خيرى
للدعوة ابنان، أحدهما بالنسب والآخر بالتبني :

أما الأول فسمته سمتها، ونوره نورها، وبهاؤه بهاؤها:

1- تشعر عندما تراه أنه ربيب القرآن، وخريج جامعته، ينطق الصدق، ويتحرك بين الناس بآداب النبوة، وكأنه كان يعيش مع نبيه- صلى الله عليه وسلم- تحت سقف واحد، إن حضر تعلَّقت بمحيَّاه العيون، وإن غاب اشتاقت إليه القلوب، يغار على حرمات الله أكثر من غيرته على حرماته هو.

2- يشعر في قرارة نفسه أنه ابن الدعوة الوحيد، وكأنها لم تُنجِبْ إلا هو؛ فهو في المسجد يجمع الناس على الخير، وفي العمل له في قلب كل صاحب له مكان، يعود المريض، ويواسي المجروح، وينصح المخطئ في رفق، وهو بين أهله مصباح البيت، وعافية البدن، وشمس النهار، وللدعوة في قلبه كرسي الملك، نهاره في أمورها، وليله مشغول بها وفيها، جسده بين أهله، وعقله مع الأمة الجريحة، يفكر في أمر شبابها وشيبها، ونسائها وأطفالها، وما يحيط بهم من فتن يدبرها شياطين الإنس والجن..!!

3- كم بكى ليالي لفلان العاصي، وعلان الشارد، وفلانة الهائمة على وجهها، ناسيةً ربها، ناكبة طريقه!! كم اعتل بدنه من غير علة، وما به من علة إلا جرح المسلمين الغائر من كل منطقة من جسده، دماء المسلمين تنزف من جسده، وتأوهات اليتامى والثكالى تخرج من قلبه، وبيوتهم تُهدم فوق رأسه، يجوعون فيجوع، ويشبعون فيشبع، ماله للدعوة، ووقته للدين0
ومع ذلك يقول ما قاله أويس القرني بعد أن تصدق بكل ما يملك.. من مال، وطعام، وثياب، حتى جلس في بيته عريانًا.. ثم قال: "اللهم.. أبرأ إليك من كل كبد جائع من أمة محمد في أي مكان".

ذلك هو ابن الدعوة بالنسب، وحقَّ لمثله أن يفتخر بهذا النسب العظيم، الذي حرم منه الملايين وإن ادعوه ونسبوا أنفسهم إليه.

أما ابن الدعوة بالتبني فيعجبك رسمه ومنطقه ورونقه،

1- لكن ما إن تصحبه أيامًا إلا ويتبين لك انطفاءُ نورِ الوجه أو خفوته؛ جرَّاء تركه لأوراده وأذكاره، يُثبت لنفسه الأخلاق باللسان والواقع ينفيها بألف دليل وبرهان، الدعوة حاضرةٌ في كلامه غائبةٌ في أفعاله، ألِفَت نفسُه القعود، وتعوَّد قلبُه الركود؛ فلم يحرك فيه ساكنًا ضياعُ الشباب، ولا سفكُ الدماء، ولا تنكيسُ رايات الحق، وعلوُّ رايات الباطل في كثيرٍ من الميادين..!!

2- إن قيل له أدرِك مالَك هرع وأسرع، وإن قيل له أدرِك دينَك ودعوتَك كأن لم يسمع، ليله رقاد، ونهاره غفلة، وكأن بينه وبين آهات المعذبين وصرخات المكلومين آلافَ الحُجُب، لا يروعه خلوُّ مسجده من لمسات الدعاة، أو فراغُ حيِّه من آثار الهداة، تمتلئ المواخير بالفجار، وتفرغ المساجد من الأطهار، ويهجم الباطل على الحق في بيته وشارعه وعمله ومجتمعه ولا يهتم، ثم يقول لك أنا ابن الدعوة، ونسي هذا المسكين أن النسب له قرائن، وأن التبني حرام في الإسلام، فنسبته للدعوة باطلةٌ حتى وإن اقسم ألف يمين.

فكلٌ يدَّعي وصــــــــلاً بليلى وليلى لا تُقرُّ لهــــم بذاكَ
إذا اشتبكت دموعٌ في جفونٍ تبيَّن من بكى ممن تباكى

فأدرِك نفسك يا ابن الدعوة، وحقِّق القرائن تظلَّك الدعوة بظلِّها، وتحضنْك مع أهلها.. يوم لا ينفع إلا العمل

ان تكون اسلاميا معارضا للنظام

Filed under: by: ragabhpl


نقلا عن مدونة فتح عينيك


لقد ترسب عند قطاع كبير من الناس أنه لا يمكن الجمع بين ان تكون إسلاميا "بمعنى أنك تتبنى الحل الاسلامى للمشاكل التى تحيط بنا و تسعى للتحقيقه "و ان تكون في نفس الوقت معارضا للنظام الحاكم .ترسبت هذه الفكرة حتى صارت أشبه بالمسلمات التى لا يمكن مناقشتها . و الأسباب تختلف من شريحه إلى أخرى ، فعند إصحاب التدين التقليدى لا مكان لمعارضه الحاكم أو مناقشته فيما يفعل نتيجه لفهم خاطئ لعدد من النصوص الإسلاميه الى تحدثت عن و جوب "السمع و الطاعه" لولى الأمر في المنشط و المكره،حتى لوكان ولى الأمر هذا "عبدا حبشيا "، و كان من نتيجه ذلك الفهم الخاطئ ان تبنى عدد كبير من الدعاه مقوله عامه تبعد الدين ليس عن معارضه الحاكم أو حتى مناقشته فيما يفعل بل و تبعد الدين ككل عن السياسه بصفه عامه رافعه شعار "لعن الله ساس ...يسوس ...سياسه " !!وعند فئه اخرى من الناس يرجع ذلك الربط بين إبعاد الإسلام عن المعارضه إلى مفهوك خاطئ يربط بين الإسلام و بين الصلاه و المسجد و الذكر و الدعاء و الأخلاق الحميده فقط .ولا تجد هذه الفئه أن هناك أى رابط بين الإسلام وبين أمور السياسه و الإقتصاد و الإجتماع . ورغم تشابه هذه الفئه مع المجموعه الأولى إلا أن هناك فارق أساسي بينهم أن الفئه الأولى تولدت عندها الفكرة الخاطئه بسبب فهم خاطئ للنصوص القرانيه و الأحاديث النبويه ، أما الفئه الثانيه فإنها من الأصل لم تطلع على هذه النصوص من الأساس لكن تولدت لديها هذه القناعات بسبب ما تراه من تطبيق عملى على أرض الواقع يحصر الدين في مجموعه ضيقه من العبادات و الأخلاق .لكن هل صحيح انه لا يمكن أن تكون "إسلاميا" و أن تكون فى نفس الوقت معارضا ؟و هل كان هناك فى تاريخ الإسلام نماذج لمعارضيين سياسيين كان لهم دور بارز في الحياه السياسيه ؟
هل قال الصحابه "لا" للرسول (ص) ؟ارجو ألا يكون السؤال صادما لمشاعر البعض ومهيجا لها ، فهذا مالااريده الان من خلال هذا النقاش ، و لكنى أريد أن أطرح فكره هل :عارض الصحابه رضوان الله عليهم أجمعين الرسول صلى الله عليه و سلم ؟والإجابه بالقطع لآ، نعم لم يعارض الصحابه الرسول صلى الله عليه و سلم عندما كان كلام الرسول صلى الله عليه وسلم عن العبادات و الخلاق و التشريع الإسلامى ، لم يخرج فى يوم من الأيام صحابى يعلن رفضه للصلاه ، او لخلق الصدق ، أو للصيام . بل إنه كان سباق بين الصحابه رضوان الله عليهم أجمعين من أجل تنفيذ أوامر الرسول صلى الله عليه و سلم طالما أن هذه الأوامر هى وحى يوحى من عند الله سبحانه و تعالى و تتعلق بالتشريع لهذه الأمه . لكن الأمر كان يختلف عندما كان الحديث يتطرق إلى أمور السياسه أو الحرب ، عندما يكون المجال قابلا لإبداء وجهات النظر ، و الرؤيه و عكسها و بمعنى أخر عندما يخرج الموضوع من نظاق الوحى و السماء إلى نظاق (الرأى -الأرض )هل لنا من موقف يدل على ذلك ؟؟نعم ، هناك عدد كبير من المواقف نبدأ بموقف يوم بدر1)قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فحُدثت عن رجال من بني سلمة ، أنهم ذكروا ‏‏:‏‏ أن الحباب بن المنذر بن الجموح قال ‏‏:‏‏ يا رسول الله ، أرأيت هذا المنزل ، أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ، ولا نتأخر عنه ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ بل هو الرأي والحرب والمكيدة ، فقال ‏‏:‏‏ يا رسول الله ،" فإن هذا ليس بمنزل "، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم ، فننزله ، ثم نُغَوِّر ما وراءه من القلب ، ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء ، ثم نقاتل القوم ، فنشرب ولا يشربون ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ لقد أشرت بالرأي ". أنا لن اقوم بالتعليق على هذا الموقف و ساكتفى فقط بان أثير إنتباهك إلى معنى الكلام الذى بين القوسين "فإن هذا ليس بمنزل".‏‏2)في قضيه الأسرى بعد غزوة بدر كان هناك فريقان : فريق يضم الرسول صلى الله عليه و سلم و أبو بكر الصديق و هو يتبنى رأى أخذ فديه عن أسرى المشركين في غزوة بدر حتى يستفيد المسلمين من هذا المال لخدمة الإسلام بيما كان رأى عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن يقتل الأسرى حتى تكون رساله شديده اللهجه إلى قريش بأن المسلمين لا يخافون في الله لومه لا ئم .و جاء الوحى موافقا لرأى عمر بن الخطاب !3) أما الموقف الأكثر خطورة في رأى فهو حديث طويل يتحدث على أنه بعد أن إنتهى الرسول صلى الله عليه و سلم من توزيع الغنائم على الصحابه قام أحد الأعراب ليقول لرسول الله أتق الله يا محمد و اعدل في قسمتك . و هو كلام فيها إتهامات مباشرة للرسول صلى الله عليه و سلم الذى أختار الله لتبليغ الرساله الخاتمه . فما كان رد الفعل ؟عمر بن الخطاب طلب من رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يأذن له ليقطع رأس هذا المنافق . لكن الرسول لم يأمره بذلك بل تركه و قال أنه من نسل هذا الرجل سيخرج قوم تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم يمرقون من الدين كما تمرق السهم من الفريسه . هنا رسول الله أقر مبدأ المعارضه حتى لو كانت للرسول ، و أقر أيضا أن هذه المعارضه ربما تسبب الكثير من المشاكل في المستقبل إلا أنه أصر على أن يبقى عليها لا أن يستئصلها من بدايتها ، و في هذا دروس و عبر للمسلمبن من بعده صلى الله عليه و سلم .أكتفى هنا بهذه المواقف فقط و إن كنت أملك أكثر من موقف يدعم رأى في أن المعارضه بدأت و نشات من عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم .
المعارضه بعد الرسول (ص)هل أستمرت فكرة المعارضه بعد و فاه الرسول صلى الله عليه و سلم أما أن تعامل الخلفاء الراشدين معها أختلف ؟أنا هنا أورد قصه هامه جدا أكتشفتها من خلال بحثى في هذا الموضوع و كانت أول مرة أقرأها و هى تمثل قيمه هامه جدا في فكرة المعارضه في الإسلام»عن عبد الله بن زياد الأسدي قال: لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث علي عمار بن ياسر وحسن بن علي، فقدما الكوفة، فصعدا المنبر في أعلاه، وقام عمار أسفل من الحسن، فاجتمعنا إليه، فسمعت عمارا يقول: إن عائشة قد سارت إلى البصرة، ووالله إنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي« وفي رواية: ».. فقال: إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها« وفي رواية أخرى »إن عائشة لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة، ولكنه بلاء ابتليتم«وفي أخرى: »فقال عمار: إن أمير المؤمنين بعثنا إليكم لنستنفركم، فإن أمنا قد سارت إلى البصرة … « »وفي لفظ ثابت : "أشهد بالله إنها لزوجته... و»عن عمرو بن غالب: أن رجلا نال من عائشة عند عمار، فقال [عمار]: اغربْ مقبوحا، أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟«.قال الحافظ ابن حجر: »ومراد عمار بذلك أن الصواب في تلك القصة كان مع علي، وأن عائشة مع ذلك لم تخرج عن الإسلام، ولا أن تكون زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة. فكان ذلك يعد من إنصاف عمار وشدة ورعه وتحريه قول الحق« »وقال ابن هبيرة: في هذا الحديث أن عمارا كان صادق اللهجة، وكان لا تستخفه الخصومة إلى أن ينتقص خصمه، فإنه شهد لعائشة بالفضل التام مع ما بينهما من الحرب«\.فعمار بن ياسر رضى الله عنه رغم علمه بالمكانه التى تمثلها السيده عائشه فى قلوب المسلمين و انها زوجه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا إنه لم يرى أى مانع فى ان يعلن بوضوح شديد و بلا أى لبس أو مواره أن رايها "خطأ" و أنه رغم ذلك يكن لها مكانتها و يحترم رأيها .
المعارضة المنظمهأما الظهور الحقيقى للمعارضه المنظمه فى الإسلام فإنه يمكن التأريخ لبدايتها بالفتنه الى حدثت فى عهد على رضى الله عنه و اكن أبررز فصيل سياسى يتبنى نهج المعارضه هم الخوارج . فالخوارج هم أول فصيل سياسى منظم يتنبى المعارضه منهج في التعامل مع السلطه الحاكمه ، بل إنهم بالإضافه إلى ذلك تبنوا التغيير المسلح كمنهج للتغير لكن كل ذلك لم يمنع على بن أبى طالب بأن يتحدث عن بعض المزايا التى تحلوا بها و أن يقر لهم حقهم في المعارضه "حتى لو كانت مسلحه " و ان يكون لهم تواجد و نشاط بارز في الساحه . فلقد كان هناك جو عام يتقبل فكرة أن يكون هناك رأى و رأى أخرو رغم أن البعض يزعم أنه بعد هذه الفتره من تاريخ المسلمين لم يخرج بعد ذلك على الساحه السياسيه أى نموذح حقيقى للمعارضه التى لديها برامج و أهداف محدده و تسع لتحقيقها إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك . فرغم أنه لم تتواجد بصفه مستمرة قطاعات منظمة تتبنى فكرة المعارضه إلا أنها فكرة المعارضه طلت موجوده طوال الوقت في عدد كبير من الأفراد و إن لم تأخذ الصفه النظاميه . و عندما كانت تأخذ الصفه التنظيميه فإنها غالبا ما تبنت أسلوب التغيير بالقوة . لكن هذا لا يمنع من ان تظهر مشاهد باهرة في تاريخ الإسلام قلما تكررت في أى بقعه من العالم كان أبرزهاالعالم الربانى و لمعارض السياسى البارز "العز بن عبدالسلام "، فهو ظل معارضا شرسا للنظام طوال مده بقاءه في الشام يعارض سياسه الأمراء التى تحابى الصلييبين أعداء الأمه الإسلاميه على حساب المسلمين فكان من نتيجه ذلك أن أخرج من الشام إلى مصر . لكنه عندما جاء إلى مصر لم يتنبى نظريه معارضه أمراء الشام من خلال مصر دون التدخل في شئون مصر كما يحدث الآن كثيرا ، لا بل إنه أصر على أن يكمل مشواره السياسى الذى بدأه من أجل إصلاح النظام السياسى للحكام القائمين على شئون المسلمين فكان أن أجبر المماليك "وهم حكام مصر" أن يباعوا و يشتروا في أسواق العبيد !و أنا أتمنى أن نتعامل مع هذا الموقف بالكثير من الرويه لنرى مدى ما و صلت إليه سطوه العز بن عبدالسلام السياسيه لدرجه أن حكام البلاد لم يستطيعوا إلا الرضوخ لمطالبه التى يتبناها و لم يجدوا أى و سيله للهروب من ذلك .في النهايه فإنى اتفق مع القائلين بأن الحياه السياسيه كانت أقل المسارات التى تطورت في الحضارة الإسلاميه بالمقارنه بالمسار الفكرى أو الثقافى أو الفلسفى و أننا في حاجه بان نسمح لها بالنمو و الترعرع حتى تخرج لنا نماذج باهرة مثل تللك التى خرجت من المسارات الأخرإلا ان هذا لا يمنع من وجود نماذج متطورة في الشأن السياسى الإسلامى تصلح كبدايه نبدأ من عندها .

Filed under: by: ragabhpl

دور الإخوان في إصلاح المجتمع ومحاربة الفساد

بقلم:أ عبدة مصطفى دسوقى
جهود الاخوان فى التصدى للحركات الهادمة

لقد كان للإخوان المسلمين جهودٌ مشكورةٌ في مقاومة الأفكار الهدَّامة وإصلاح مظاهر فساد المجتمع، وفي قضايا المرأة وفي التعليم والصحة والأدب والشعر والسياسة، وتعاونهم مع الهيئات والجمعيات الدينية.

ولقد تنوعت هذه الحركات، مثل:

1- التبشير "التنصير".

2- القاديانية والبهائية والبابية.

3- الشيوعية والاشتراكية.


لقد وضع الإمام البنا ثلاث مراحل انتقالية تمر بها الدعوة؛ فقد بدأ بمرحلة التعريف، وكانت هذه المرحلة من الفترة من 1928 حتى 1938م، ثم أتبعها بمرحلة التكوين والتربية، وكانت من الفترة 1939م حتى 1945م، ثم كانت مرحلة التنفيذ، والتي بدأت من عام 1945م.

ولقد استهلَّ الإمام البنا مرحلة التعريف بتعريف المجتمع الضار والنافع، وبتعريفهم ما يواجههم من أخطار ومفاسد، وكيفية التصدي للمحتل الإنجليزي، ولم يهمل الإخوان جانبًا على حساب الآخر، بل كانت كل جوانب الإصلاح تسير جنبًا الى جنب.

التصدي للتبشير

التبشير هو حركة دينية تنصيرية تسعى إلى نشر النصرانية بين الأمم، وهي حركة دينية سياسية استعمارية، بدأت في الظهور إثر فشل الحروب الصليبية؛ بغية نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم الثالث بعامة، وبين المسلمين بخاصة؛ بهدف إحكام السيطرة على هذه الشعوب

ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدأ النشاط التبشيري أولاً بين الأقليات الدينية في مصر، وبعد فترةٍ ما اهتدوا إلى أن إنشاء المدارس هو أنجح وسائل التبشير؛ إذ ينجذب إليها الكافة، يهودًا وقبطًا ومسلمين، فأنشئوا أول مدرسة لهم في 1855م، وأنشئوا كلية أسيوط في 1865م، وبلغت مدارس هذه الإرسالية في 1897م نحوًا من 168 مدرسة يدْرس بها 11014 تلميذًا!!.

ومنذ سنة 1910م بدأت تنمو لدى المبشرين فكرة تنصير المسلمين، وأعلن جون موط المبشر الكبير شعار "ضرورة تبشير العالم كله في هذا الجيل"؛ لذلك انعقد برئاسته أول مؤتمر عالمي للإرساليات في أدنبرة بأسكتلندا في 1910م، وجمع مندوبين من 159 جمعيةً من غالب المنظمات والكنائس.

وكان حصاد التبشير البروتستانتي في مصر في هذه الفترة كالنحو التالي

الصورة غير متاحة

جهود الإخوان

وقد شغلت هذه الحركة الإمام البنا منذ صغره، وأحسَّ بخطورتها على الإسلام والمسلمين، فبدأ بالتفكير في مقاومتها عندما أسَّس الجمعية الحصافية وهو في مدرسة المعلمين الأولية بدمنهور (1920 - 1923م) التي كان من أهم أعمالها مقاومة الإرسالية الإنجيلية التبشيرية التي هبطت المحمودية واستقرَّت فيها، وكان قوامها 3 فتيات ترأسهن مسز "وايت"، وأخذن يبشرن بالمسيحية في ظل التطبيب وتعليم التطريز وإيواء الصبية بنين وبنات، وعندما صار طالبًا بدار العلوم (1924م - 1927م) كان صدره يحترق من تدهور حال المسلمين وتنامي نشاط المبشرين، فعمد إلى مشايخ الأزهر يستنهض همَّتهم في التصدي للتبشير، وفعلاً صدرت مجلة "الفتح" التي أسندت رياسة تحريرها إلى الكاتب الإسلامي الكبير محب الدين الخطيب؛ للتصدي لهذه الحملات.

وبعد أن أنشأ جماعة الإخوان المسلمين كانت قرارات المؤتمر الأول لمجلس الشورى العام للجماعة بالإسماعيلية يوم الخميس 22 من صفر 1352هـ= الموافق مايو 1933م، عن خطورة التبشير وكيفية مواجهته؛ وذلك بتكوين لجان فرعية في كل دوائر الجمعية للعمل على تحذير الشعب من الوقوع في حبائل المبشرين، ورفع عريضةً إلى جلالة الملك فؤاد يطلب منه فيها حماية المصريين من عدوان المبشرين، ويقترح عليه خمسة أمور: هي فرض الرقابة على المدارس والمعاهد ودور التبشير، وسحب رخصة أية مدرسة أو مستشفى يثبت اشتغالها بالتبشير، وإبعاد من يظهر أنه يعمل على إفساد العقائد، وامتناع الحكومة عن معاونة جمعيات التبشير سواءٌ بالأرض أو بالمال، والاتصال بممثلي مصر بالخارج؛ لحثِّ الحكومات الأجنبية على مساعدتهم في ذلك، ولقد رفعت نُسَخ مماثلة إلى حضرات أصحاب المعالي: رئيس الوزراء بالنيابة، ووزير الداخلية، ووزير المعارف، ووزير الأوقاف، ورئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الشيوخ

كما تكونت لجنة مقاومةٍ للتبشير في الإسماعيلية، والتي قررت.
أولا: عمل نداء للأهلين ببيان أخطار المبشرين وتحذيرهم من الوقوع في شراكهم.
ثانيًا: تشجيع مدرسة أمهات المؤمنين التي أُسِّست خصيصًا لإيواء بنات المسلمين، والحيلولة بينهن وبين مدارس التبشير، وكذلك معهد حراء الإسلامي الذي أنشأته الجمعية لذلك أيضًا
ثالثًا: تكوين لجنة من فرقة الأخوات المسلمات المتعلمات؛ للاتصال بالسيدات في بيوتهن، وإفهامهن خطر التبشير والمبشرات الجوالات.
رابعًا: التفكير في إنشاء ملجأ لإيواء البائسين والبائسات، ومنعهن من الارتماء في أحضان المبشرين الذين يستغلون عوزهم وفاقتهن في سرقة الضمائر وإفساد العقائد.
خامسًا: نشر هذه الإقرارات في الصحف وإرسالها إلى مكتب الإرشاد العام بالقاهرة.


لم يقتصر دور صحافة الإخوان على ذكر حوادث التكفير وخطر المبشرين وخداعهم وعدوانهم على البلد الأمين، بل تعدت ذلك إلى:

1- فضح أهدافهم الاستعمارية.

2- الرد على افتراءاتهم.

3- التحذير من تقليدهم وانتشار مدارسهم.


ولم يقف الإخوان عند حد التحذير من خطر التبشير، بل قاموا بكثير من الأنشطة العملية؛ فقد تصدُّوا بكل ما يستطيعون أمام إنشاء المبشرين مدارس في عديد من الأماكن؛ ففي منطقة أبي حماد بمديرية الشرقية استطاع الإخوان أن يمنعوا الإرساليات التبشيرية من إنشاء مدرسة للبنين كان غرضها الأساسي تكوين أجيال تنادي بمبادئهم وقيمهم وتؤمن بدينهم، وسارعت هذه الإرساليات وأسَّست مدرسةً للبنات ليدسوا إليهن سمومهم، إلا أنه سرعان ما اجتمع الإخوان بدار الجمعية وأخذوا يقلِّبون الأمر ليدرءوا هذا الخطر الفادح، وقامت هذه اللجنة بالانتشار في المنطقة لتفهيم أولياء أمور التلاميذ والتلميذات بمخططات المدارس التبشيرية، وتوضيح الحقائق للذين انخدعوا بمعسول الألفاظ.


وقد رأى الإخوان أن أنجع الوسائل للقضاء على التبشير في الجانب التعليمي- إضافةً للوسائل السابقة- تعديلَ قانون التعليم الحر، خاصةً فيما يتعلق بمراقبة وزارة المعارف للمدارس الأجنبية، وضرورة تدريس الدين الإسلامي واللغة العربية وتاريخ مصر وجغرافيتها باللغة العربية بهذه المدارس، وهو ما لم يكن موجودًا.

وعمل الإخوان في ذلك على عدة محاور

1- في قطاع التعليم.

2- مقاومة التبشير في قطاع الصحة "الملاجئ والمستوصفات".

3- محاربة الإخوان للتبشير في جانبه الثقافي.


وكان من ثمرة هذه الجهود التي بُذلت لمقاومة التبشير ما يلي

1- ظهر للعالم أن الأمة الإسلامية أمةٌ حيةٌ يقظةٌ؛ تضحي بالنفس والنفيس لإعلاء منابر الإسلام.

2- اتسعت دائرة الملاجئ والمستشفيات بما خُصَّ كلٌّ منهما من التبرعات العظيمة التي جُمعت من ذوي الهمم العالية.

3- أقفرت مدارس المبشرين وملاجئهم بخروج أبناء المسلمين منها، بعد أن كانت غاصَّةً بهم؛ وبذلك نضب معين ثروتهم.

4- اعتنق الكثيرون الإسلام والتفوا حوله.

5- ازدادت روابط وأواصر المحبة بين المسلمين واتحادهم ضد عدوهم.

6- دحض افتراءات المبشرين، وتفنيد شبههم وإظهار عجزهم.

البهائية


البهائية مذهب مادي لا يعترف بالروح وخلودها، وينكر الآخرة وما فيها من نعيم أو جحيم، ولقد ادَّعى مؤسسها النبوةَ ثم الألوهيةَ، وزعم أنصاره أن الوحي نزل عليهم بكتب مقدسة، وهي: "البيان"، و"الإيقان"، و"الأقداس"، وكل هذه الكتب تُعارض القرآن!!.

ولقد حرَّمت البهائية الجهاد ومقاومة الاحتلال، كما أحلَّت المحرَّمات والرِّبا، ويُعتبر البهائيون من أشد الناس عملاً لتمكين اليهودية والصهيونية.

البابية

والبابية مؤسسها يدعى علي بن محمد بن الميرزا البزاز الشيرازي، ولد بشيراز بإيران عام 1235هـ- 1819م، وعندما بلغ سن الشباب جاهر بعقيدة مخالفة للإسلام، وادعى أنه الباب وأنه المهدي المنتظر، ولقد قُبض عليه وأُعدم رميًا بالرصاص في تبريز عام 1266هـ- 1850م.

ولقد ورثت البهائية البابية في معتقداتها؛ فمؤسس البهائية هو حسين علي نوري بن عباس بن بزرك المعروف بالبهاء، ولد ببلدة نور بإيران عام 1233هـ- 1817م، وقد اعتنق دعوة الباب وخلفه في دعوته، اتُّهم بالاشتراك في مؤامرة لقتل شاه إيران؛ انتقامًا لمقتل الباب، فقُبض عليه ونُفي إلى بغداد ثم تركيا، ثم سُجن في عكا عام 1868م، ثم أفرج عنه ومات ودفن في حيفا بفلسطين عام 1309هـ- 1892م.

خلفه عباس عبد البهاء- ابن مؤسس البهائية- في فلسطين، ويعتبر من أنشط من دعا إلى البهائية.

وتُعتبر الولايات المتحدة موطنًا رئيسيًّا للبهائية حيث الصهيونية، ومن المعروف أن البهائية تنشط حيث تنشط الصهيونية.


القاديانية

هي حركة نشأت سنة 1900م بتخطيط من الاستعمار في القارة الهندية؛ بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم، وعن فريضة الجهاد بشكل خاص؛ حتى لا يواجهوا المستعمر باسم الإسلام، وكان لسان حال هذه الحركة هو مجلة "الأديان" التي تصدر باللغة الإنجليزية مرةً كل شهر منذ 1902م، وصاحب هذا المذهب هو ميرزا غلام أحمد، ألَّف كتابًا سمَّاه "براهين الأحمدية" وخرج الجزء الأول منه 1880م، وفي هذا الجزء ادَّعى المؤلف أنه "المهدي"!!.

منهج الإخوان في التصدي لهم

اتخذ الإخوان موقفًا رادعًا من كل الأفكار والحركات التي تهدف إلى تحريف عقيدة الإسلام وإخراج الناس منها، وكان هذا الموقف واضحًا وصريحًا منذ البداية، ولا غرابةَ في ذلك؛ فدعوةٌ قامت لإرجاع الناس إلى العقيدة الصحيحة والعبادة السليمة وتوحيد الله وجعْل الإسلام عقيدةً وشريعةً ومنهاجَ حياة، لا يمكن أن تتهاون مع مَن يهدم في هذه العقيدة.


كشف الإخوان زيف البابية والبهائية، وأظهروا حقيقتها وحذَّروا المسلمين من خطرها والأسباب التي مهَّدت لطاغية البابية، والذي زعم مرةً أنه خاتم النبيين، وأخرى أنه المهدي المنتَظر، وثالثة أنه الله!!.


وبيَّنوا أن الباب- زعيم البهائيين- أحد أذناب الطائفة الباطنية، وأن البهائيين لا يؤمنون بالبعث والنشور والثواب والعقاب، فحاربوا هذه العقيدة الباطلة، وفنَّدوا مزاعمها، وخاصةً عقيدتهم في المهدي المنتَظر، واستدلَّوا على زيْفها مما جاء في الأديان السماوية الأخرى عن المهدي المنتظر وأوصافه في التوراة والإنجيل والديانات الأخرى، كالبوذية وغيرها، ثم ذكروا الأحاديث النبوية التي جاءت في شأن المهدي المنتظر، ونقلوا كلام الأئمة الأعلام من الثقات في هذه الأحاديث، ووضَّحوا صحتها وصلاحيتها للاستدلال، وقارنوا بين المهدي الذي ذكرت أوصافَه السنةُ، وبيَّنوا أن هذا الدجال الأفَّاك، طاغية البابيين والبهائيين، ليس بينه وأتباعه وبين المهدي المنتظر صلةٌ ولا معرفةٌ ولا نسبٌ، وإنما هم أفَّاكون كذَّابون.

ولقد نشرت مجلة "النذير"- والتي أصدرها الإخوان عام 1938م وتوقَّفت أوائل 1940م- تحت عنوان "البهائية" مقالاً لأحد الإخوان يوضِّح هذه الحقائق ويكشف زيف هذه الحركة الهدَّامة التي غزت المجتمع، كما أنهم أخذوا يستطلعون رأي كبار مشايخ الأزهر في هذه الطائفة ومن يؤمن بها، فأوضحوا أنها نِحلةٌ مستحدَثة لأناسٍ اتخذوا إلههم هواهم، وأضلهم الله وختم على قلوبهم، وجعل على أبصارهم غشاوة فهم لا يبصرون، دِينٌ حديث في تعاليمه ومسائله؛ يحتم على معتنقيه الأخذ بعقائده، والقيام بتبليغ دعوته، قومٌ يتبعون غير سبيل المؤمنين، وإنها طائفةٌ ضالةٌ مضلةٌ؛ لا تريد بالإسلام إلا شرًّا.


ولقد أفاد الإمام الشيخ محمد عبده حين سُئل عن عباس هذا فقال: "إنه ضالٌّ مضلٌّ"، وأن هذه الشرذمة تنازع الإسلام في جميع تعاليمه.

لم يقتصر جهود الإخوان عند البهائية فحسب، بل وقفوا بالمرصاد للقاديانية، وإن كان وجود هذه الطائفة أضعف من البهائية، إلا أن الإخوان كانوا يحذِّرون الناس منها إذا ما بدا لها بعض الظهور؛ فعندما علم الإخوان بقدوم طالبين من ألبانيا إلى مصر للانتساب للأزهر الشريف، وكانا قد تعلَّما بمدرسة قاديانية بلاهور، واعتنقا ديانة عدو الله غلام أحمد القادياني، بدأ الإخوان يُحذِّرون من هذا الخطر، ولمَّا علم مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين بذلك الخبر بادر فضيلة الأستاذ المرشد العام بإرسال خطاباتٍ إلى كلٍّ من فضيلة شيخ الجامع الأزهر، وشيخ كلية أصول الدين، وشيخ القسم العام؛ يلفت نظرهم فيها إلى خطر انتساب مثل هذين الطالبين إلى الأزهر الذي هو أكبر جامعات الإسلام؛ لأنهما سوف يقومان بنشر الدعاية الضالة لمذهبهما القائل بتحريم الجهاد ورفع السيف أمام أعداء الإسلام، وحض المسلمين على الدخول في نير الحكم الإنجليزي.


وكان أن أمر فضيلة شيخ الجامع الأزهر بعمل تحقيق إداري قام به شيخ القسم العام، فاعترف الطالبان بانتسابهما إلى مذهب عدو الله المتنبئ الكاذب غلام أحمد القادياني الذي ادَّعى نزول الوحي عليه والرسالة والنبوة.
ولما انتهى التحقيق الإداري شكَّل فضيلة شيخ الجامع لجنةً علميةً مؤلَّفةً من 5 أعضاء
وذلك لدراسة مذهب القاديانية.


وقد صعَّد الإخوان هجومهم على القاديانية؛ حيث شرح الإمام البنا في مجلة "المنار" للرأي العام نشأةَ هذه الطائفة وفساد عقيدة مؤسسها غلام أحمد الذي ادَّعى أنه المسيح الموعود به، وأن روح الله قد حلَّت فيه، وأنه المهدي المنتظر.

وكان نتيجةً لهذه الضجة التي أثارها الإخوان أن أعلن الطالبان براءتهما من هذا المذهب، وصرَّحا بتوبتهما النصوحة ورجوعهما إلى عقيدة الإسلام الصحيحة.

وبذلك استطاع الإخوان الحفاظ على المجتمع من هذا الداء وغيره من الأدواء التي تهدد المجتمع المصري بوجه خاص، والمجتمعات الإسلامية بوجه عا

مصر قبل ظهور دعوة الاخوان المسلمين

Filed under: by: ragabhpl


هذا المقال ليس قصة تروى على سبيل التسلية

ولكنة شبية لواقعنا المعاصر هذا, ولعل القارىء الذى لا يعرف عنوان المقال يقول والله فعلا هو دة اللى بيحصل دلوقتى ,
فهيا بنا نقرأ تاريخ هذا النظام الظالم الفاسد حتى نعرف الخطوات التى يسير عليها .


في زمن وَطِئَ الاحتلال الوطن، وانتهك حرماته، ونهب خيراته، ونشر الفجور والانحلال وسط أبنائه، وعمل على السيطرة على مقاليد أموره السياسية، فاستعبد حكامه، واشترى ذمم بعض أبنائه، فلهث وراءه كل مفتون بحضارته الزائفة.

في هذا الزمن أخرج المرأة سافرة، وطمس هوية التعليم، وسخَّره لخدمة أغراضه، واستعبد الحكام وأذنابهم، وعمل على تغريب الأمة وتجريدها من هويتها الإسلامية، كما اقتطع البلاد من جسد الخلافة الإسلامية، فصار الشعب كالأيتام على موائد اللئام.

في ظل هذه الظروف العصيبة نشأ جيلٌ عرف معنى الإسلام قولاً وعملاً، وفهم الإسلام على أنه نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعًا؛ فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو مادة وثروة أو كسب وغنى، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة، سواء بسواء، كما يقول الإمام البنا


الحياة السياسية
كما ذكرنا وقعت مصر في قبضة الاحتلال الإنجليزي في أعقاب فشل الثورة العرابية عام 1882م، بعد معركة التل الكبير واحتلال القاهرة في 14 سبتمبر 1882م، ومن ثم أصبحت البلاد وملكها ألعوبةً في يد الإنجليز، وبالرغم من الخيانة التي حدثت في صفوف الجيش، إلا أن الشعب لم يعدم بعد ذلك الرجل الوطني الذي هبَّ يدافع عن البلاد ويطالب الإنجليز بالرحيل عن البلاد، ومن أمثال هؤلاء مصطفى كامل، الذي تُوفي في فبراير 1908م، والزعيم محمد فريد، والذي تُوفي في 15 نوفمبر 1919م.
لقد أحكم الإنجليز سيطرتَهم على البلاد والعباد، وهيمنوا على كل نظُم المجتمع, وتحقَّق لهم ذلك عن طريق الاستعمار الفكري، فألغوا الشريعة الإسلامية والعمل بها من قانون القضاء، وحصروها في قانون الأحوال الشخصية، وعملوا على فصل الدين عن العلم والمدارس الدينية، كما وضعوا الجيش المصري تحت السيطرة العسكرية للإنجليز، وقلَّلوا عدده, وفرضوا سيطرتهم على البوليس وقناة السويس، حتى إن البعض قال: "إن مصر تدار من قصر الدوبارة وليس من قصر عابدين".. وقصر الدوبارة هو مقر المعتمد البريطاني في مصر!.
ومنذ أن سيطر الاحتلال على البلاد وقد استخدم سياسة الحديد والنار في معالجة القضايا, فنجد كرومر ينتهج هذه السياسة ويستخدم الشدة مع أبناء الشعب في حادثة دنشواي؛ حيث علَّق المشانق، وألهب بالسياط ظهور أبناء القرية،
لم يكتفِ الإنجليز بعمل ذلك فحسب، بل عملوا على قطع أواصر الأخوَّة بين الشعبَين الشقيقَين في مصر والسودان، فعقدوا معاهدة 1889م، والتي بموجبها تعطي الحق للإنجليز بالتدخل في شئون السودان، كما قلَّصت عدد الجيش المصري فيها إلى أقل عدد، وتدرَّج الوضع فيما بعد حتى أصبح لا يوجد حامية مصرية في السودان، وفصلوا القضاء المصري عن القضاء السوداني, فعمدوا إلى إعفاء آخر قاضٍ فيها وهو الشيخ المراغي من منصبه..

وظل الشعب يرسف في أغلال المحتل حتى قامت انتفاضة وثورة 1919م ليعبِّر عن حالة المأسوي لكن في الواقع لم ينَل أيَّ جزء من حقوقه المسلوبة وذلك بسبب:
1- ضعف الملك، والذي سار في ركاب المحتل؛ خوفًا على ملكه مما تسبَّب في ضعفه وأصبح يعيش في وادٍ والشعب في وادٍ آخر.
2- وجود الأحزاب الكثيرة والتي كان كثيرًا منها صنيعة المحتل، فكانت تدعو للعيش في كنف ورحمة بريطانيا العظمى، وتحارب كل ما هو وطني يحاول الدفاع عن وطنه، ومن أمثلة هذه الأحزاب حزب الأمة وحزب الشعب وحزب الاتحاد، كما أدَّى تناحر الأحزاب إلى ضعف الساحة السياسية؛ بسبب سيطرة كبار الملاك ورجال المال عليها وانشغالهم بلعبة السلطة والانتخابات؛ مما أدى إلى استهلاك طاقات المصريين في غير موضعها، بدلاً من توحيد الجهود لتحقيق الاستقلال واحتواء الاحتلال لهذه الأحزاب جميعًا؛ مما أدى إلى أن قبلت هذه الأحزاب جميع المفاوضات مع المحتل، محوِّلةً الصراع معه من ثورة شعب ضد معتدٍ غاصب إلى مفاوضات سياسيين مع قوة محتلة لا تناقُضَ بينهما أيديولوجي


الحياة الاجتماعية

تُعدُّ حياة المجتمعات متداخلةً في بعضها البعض؛ فلا يستطيع أحد أن يفرق بين الظروف السياسية التي تحياها المجتمعات والحياة الاجتماعية والاقتصادية، ولقد تأثرت هذه الجوانب ببعضها، فمع أن الإنجليز نشروا سياسة السيطرة على المقومات السياسية، حرصوا أيضًا على إحكام السيطرة الاقتصادية، ووضع بذور الفُرقة بين فئات المجتمع وعملوا على تشويه ثقافته.
لقد نشر الإنجليز الطبقية في المجتمع والتميُّز بين فئاته، فترى الغني والفقير، السيد والعبيد، ولقد انقسم المجتمع المصري إلى ثلاث طبقات، وهي:


الطبقة العليا (اللى هما الحرامية الكبار)

وهي الطبقة التي ضمَّت كبار ملاَّك الأراضي الزراعية وأصحاب الشركات التجارية والصناعية والمؤسسات المالية والبنوك، وعاش أصحاب هذه الطبقة يَحيَون حياة البذخ، ولقد تشكَّلت الأحزاب السياسية من غالبية هذه الطبقة؛ ولذا خرجت أحزاب لا تعبر سوى عن مصالح القلة، كما أن ثقافتهم ارتبطت بالثقافة الأوروبية.
كما أن هذه الطبقة شكَّلت المجالس التشريعية؛ مما حدا بالمجلس أن يسير في فلك المصالح الشخصية وليس في مصلحة الوطن، حتى إن المجلس كان يشكَّل من غالبية الحزب الذي يتولَّى الوزارة وليس كما يختار الشعب إلا في فترات محدودة، حتى إن هذه الطبقة استبدَّت ضد الطبقة الفقير فانتزعت أملاك صغار الفلاحين، كما أنهم هجروا الريف وقطنوا المدن مما ترك أثرًا سيِّئًا على الريف وحرمانه من المشروعات الإصلاحية.
ومع انتهاء الحرب احتكرت قلةٌ من أصحاب المال نواحي الحياة الاقتصادية ومحاولتها طمس الصناعات الناشئة المنافسة، كما أن هذه الطبقة انعزلت عن المجتمع في حياتها وتعليم أبنائها في مدارس خاصة بهم؛ مما كان لها أثرٌ كبيرٌ في نشر الثقافة الأجنبية بين الطبقة العليا من المصريين.



الطبقة المتوسطة( المطحونين)


تكوَّنت هذه الطبقة من أصحاب الملكيات المتوسطة ومتوسطي التجَّار والموظفين والمثقفين، وكان لها دورٌ بارزٌ في الحركة الوطنية وحركة النهوض السياسي والاجتماعي؛ حيث اهتمَّ بها الطلاب، والذين تفهَّم كثيرٌ منهم قضية بلادهم، فهبُّوا يقاومون المحتل، وسقط منهم الشهيد تلو الشهيد.
الطبقة الدنيا( الميتين بالحيا)

تكونت هذه الطبقة من صغار الفلاحين وصغار العمال، والذين كانت حياتهم على قدر كبير من السوء؛ بسبب انتزاع أراضيهم، وضعف رواتبهم، والتي كانت لا تسدُّ جوعهم، ولا تستر أجسادهم، وكانوا عرضةً للأمراض والأوبئة، حتى إن 5,1 ملايين أسرة من الفلاحين لم تكن لهم أية ملكيات زراعية على الإطلاق، ولقد جلبت هذه المعيشة عليهم الفقر والجهل والمرض والضعف؛ ولذا نجد أن أكثر من 60% من المصريين يعيشون أقل من معيشة الحيوان، وأن مصر مهددة بمجاعة قاتلة، وأن بها أكثر من 320 شركة أجنبية محتكرة كل المرافق العامة وأن التجارة والصناعة والمنشآت الاقتصادية بأيدي الأجانب المرابين.
ولا نستطيع أن نغفل الظاهرة الاجتماعية التي تفشَّت في المجتمع المصري، كـ"التبشير" والانحلال الخلُقي والسفور وتحرير المرأة والبغاء، فبعد أن سيطر المحتل على البلاد عاث فيها فسادًا، وأطلق العنان "للمبشِّرين"؛ ليبثوا سمومَهم وسط طبقات الأمة؛ ليفتنوهم عن دينهم، وكان للفقر عاملٌٌ قويٌّ في نشاطهم، كما ساعدتهم المدارس التي أنشؤوها في طول البلاد وعرضها، وعقدوا المؤتمر تلو المؤتمر ليفتنوا عباد الله عن دينهم، وروَّجوا وسط العامة صورَ وتماثيلَ الأنبياء والقدِّيسين كما قصوا عليهم القصص الخرافية، مثل قصة الشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية الشريفة في المسجد النبوي، وأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- جاءه وأمره أمرًا ولقَّنه خبرًا.
ولقد استند "المبشِّرون" على قوة الإنجليز، ففتحوا لهم الباب على مصراعيه في ظل ضعف الحكام، وكانت أكثر الأماكن تضرُّرًا بهذا الداء هو الصعيد؛ حيث حاول نشر بذور الشقاق بين أبناء الوطن، محاولين فصل الجنوب عن الشمال، واستغلوا المال والنساء في نشر "تبشيرهم" وسط الناس.
وقد كان لموجة الانحلال الخلقي والعقائدي والسفور أثرٌ في تغير أخلاق المجتمع؛ فقد تحرَّرت المرأة من حيائها وعفافها، وانساقت وراء الدعوات الغربية، والتي كان يدعمها المحتل لينشر العري والمجون وسط أبناء الأمة، وساعده على ذلك الصحف التي كانت تسير في ركابه؛ فنشرت صور المرأة التي خلعت ملابسها على شاطئ البحر، والمرأة التي ترتاد السينما والملاهي، وصوَّرها بأنها المرأة المتمدينة المتحضِّرة، كما استغلها في البغاء أسوأ استغلال، حتى عاش المجتمع بين كؤوس الخمر وأحضان البغايا، وانتشرت المقاهي والملاهي الليلية والخمّارات والمخدّرات والزنا السري والعلني وبيوت الدعارة.
ولم يقتصر حال المجتمع على ذلك، بل انتشر التسوُّل حتى وصل عدد المتسوِّلين في مصر إلى 500 ألف شحاذ، وانتشرت الأمراض فكان عدد من أصيب بالبلهارسيا يقدَّر بـ 55% و15% مصابون بالملاريا و99% بأمراض العيون، ونشرت وزارة الشئون الاجتماعية أن 12 مليون مصري لا يتمتعون بأية ميزة اجتماعية أو صحية، وأنهم يعيشون كما لو كانوا في القرن الخامس عشر.

الحياة الاقتصادية

ارتبط الاقتصاد المصري بالاقتصاد الإنجليزي، حتى إن هذا الارتباط بلغ أشُدَّه في فترة الاحتلال؛ نتيجة تشجيعه للمستثمرين الأجانب، والذين كانوا يمدون السوق الأوروبية بالخامات المصرية، ولم يكن تأثر الاقتصاد بالاحتلال فحسب بل بنشوب الحربَين العالميتَيْن، والتي حاولت بريطانيا زجَّ مصر فيها دون أن يكون لها فيها ناقة أو جمل، وهذا التأثير ظهر في وقف المنتجات المصرية للخروج لدول الخارج؛ مما سببَّ الكساد لها.
ولقد بلغت نسبة رؤوس الأموال الأجنبية المستثمرة داخل مصر عام 1914م ما يقرب من 91% من مجموع الاستثمارات، كما حوَّل المحتل البريطاني غطاء مصر النقدي من الذهب إبَّان الحرب العالمية الأولى إلى أذونات على الخزينة البريطانية؛ مما أتاح لبريطانيا الحصول على ما تشاء من العملة المصرية لتمويل عملياتها العسكرية، وأدَّت السيطرة الأجنبية على الاقتصاد إلى تفشِّي البطالة، وفي ذلك يقول الإمام الشهيد حسن البنا: "من الظريف المبكي أن نقول إن عدد الشركات المصرية في عام 1938م بلغ 11 شركة فقط مقابل 320 شركة أجنبية، كما اعتنى المحتلُّ بالمحاصيل التي تغذِّي مصانعَه على حساب المحاصيل الضرورية التي تسدُّ رمق الشعب، فاهتمَّ بزراعة القطن أكثر من اهتمامه بغيره؛ مما أدى إلى ارتباط القطن المصري وسعره بالمصالح البريطانية، فأدى ذلك إلى تدنِّي مستوى المعيشة لدرجة كبيرة وتعرُّض العمل للتعطُّل.
هذا غير حملات التغريب التي تعرَّض لها المجتمع، ومحاولة نشر الثقافة الغربية، وتحجيم مقومات الدين الإسلامي وظهر تياران: أحدهما يدعو إلى التغريب والأخذ بمقومات الحضارة الغربية، والآخر يحثُّ على التمسك بمقومات الدين الإسلامي والعمل على تطوير البلاد في ظل الإسلام.
كما اجتاحت البلاد موجة الفكر الشيوعي الذي كان يدعو المجتمع على نبذ الدين والتحرُّر منه، وأنه السبب في تخلُّف البلاد وانتشر هذا الفكر في مصر على يد الأجانب واليهود؛ أمثال هنري كوريل وهليل شوارتز.
مما سبق نرى أن دعوة الإخوان المسلمين- التي يدور محور كتاباتنا عنها- قد نشأت في ظل واقع من الممكن أن نجمله إلى:
1- قطع مصر صلتها بدولة الخلافة العثمانية ووقوعها فريسةً للاحتلال الإنجليزي.
2- خضوع الحكام ووقوعهم تحت سيطرة المحتل، كما دارت الأحزاب في فلك سياسة المستعمر.
3- تفشي الفساد الاجتماعي؛ كالانحلال الخلقي وبيوت الدعارة والفقر بين طبقات المجتمع وانتشار جماعات "التبشير".
4- تدني مستوى التعليم وتغريبه وربط مناهجه بمناهج الغرب وبعدها عن المنهج الإسلامي.
5- سير بعض أبناء الأمة في فلك الثقافة الغربية والمطالبة بنشر هذه الثقافة وسط أبناء الأمة بحلوِها ومرِّها، وعدم تدخُّل الدين في السياسة، ومن ثَمَّ كان حال مصر والمصريين.. "

وطن ضُرِبَت عليه العُزلة، وشعب مؤمن جاهل مغلوب على أمره، ومستعمر داهية تمكَّن من الحاكم سافرًا، وملك غريب عن شعبه لغةً وفكرًا وعاطفةً، وطبقة حاكمة منعزلة عن الرعية، ونظام قانوني مستقًى من الغرب بعيد عن أعراف الناس ومعتقداتهم، وإقصاء متعمَّد للدين الإسلامي عن واقع الحياة، والثقافة لا ترتكز على مفاهيم الإسلام، والتعليم لا توجِّهه الفكرة الإسلامية، والقوانين لا تحتكم لشريعة الإسلام".
في ظل هذه الظروف نشأت دعوة الإخوان المسلمين والتي ربَّت شخصيات حملوا الإسلام بمعناه الصحيح، وتركوا الحياة دون أن يسمع عنهم أحد.
وفي هذه التطوافة سنلقي الضوء على دور الإخوان في إصلاح المجتمع ومحاربة البغاء والإباحية والفساد السياسي والاجتماعية والحزبية والخمور، وذلك على حلقات متتالية إن شاء الله.

اعتقال د. محمد بديع و29 آخرين من محافظات مختلفة

Filed under: by: ragabhpl

انقلا عن موقع نافذة مصر

أخبار المعتقلين

فى الدقهلية .. اعتقالات وسرقات واقتحام لمنازل الإخوان

04 / 04 / 2008

 الدكتور محمد بديع عضو مكتب الإرشاد شنت أجهزة الأمن المصرية فجر اليوم حملة اعتقالات جديدة في محافظة بني سويف شملت 15 من رموز وقيادات الإخوان المسلمين ببنى سويف على رأسهم الدكتور محمد بديع عضو مكتب الارشاد .


و الاستاذ / حسام حسن جودة نجل المرحوم الحاج حسن جوده عضو مكتب الارشاد و وعضو مجلس الشعب السابق ، والمهندس / محمد عبد الله طلبة و الاستاذ / احمد سمير
وايضا تم اعتقال كلا من الحاج عيسى دياب (مازورة) سمطا ود طاهر عبداللة والمهندس/ حمدى السيد (سمسطا) و الاستاذ / طارق طة (الفشن ) م
وتاتى هذة الاعتقالات كلها فى اعقاب حملة سابقة بالمحافظة والمحافظات الاخرى لارهاب الاخوان لعدولهم عن دخول انتخابات المحليات التى حال الامن والبلطجية دون تقديم المرشحين لاوراقهم
و كان وزيرالداخلية قد اعلن بنفسه فى سابقة غريبة الشكل عن تهديد المنتميين لإخوان المسلمين بالاعتقال و المطارده بعد تصاعد التظاهرات فى جميع انحاء الجمهورية من قبل مرشحى الاخوان المسلمين للمجالس المحلية و الذين حصل الكثير منهم على احاكم قضائة بادراج اسمائهم فى كشوف انتخابات المجلس المحلية المزمع اجرائها فى 8 ابريل القادم و مع ذلك لم تلتزم الدول بتنفيذ احكام القضاء
هذا وقد شملت الحملة نفسها 5 من محافظة أسيوط و5 من محافظة الإسماعيلية و6 من محافظة الدقهلية كما يظهر من التقرير التالى :

اعتقالات وسرقات واقتحام لمنازل الإخوان فى الدقهلية :

فى الدقهلية بدأت الحملة الشرسة التى هدد بها حبيب العادلي وزير الداخلية فى تصريحه الذى تناولته والفضائيات المختلفة عن ملاحقته لأفراد ومرشحى جماعة الإخوان المسلمين لانتخابات المحليات , وبدأت الحملة بعد الساعة الثانية صباح الجمعة ..

واستمرت حتى فجر اليوم أسفرت عن اعتقال 6 أفراد من الجماعة هم : عبد المحسن قمحاوى - مرشح الإخوان لمجلس الشوى السابق - عن دائرة طلخا , يذكر أن زوجته مرشحة محلى محافظة عن محلية طخا ., محمد سعده مرشح سابق مجلس الشعب عن دائرة المنزلة , عاطف مصباح مرشح مجلس محلى المطرية , عهدى الألفى يوسف , مرشح مجلس محلى شربين , عبد الحميد عيسي مرشح مجلس محلى المحافظة عن محلية شربين , السيد وهبه ياسين مرشح مجلس محلى السنبلاوين

وفى نفس الوقت داهمت الحملة التى ضمت أفراد من مباحث أمن الدولة والمباحث العامة بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الشرطة لم تراعى حرمة البيوت التى اعتدت عليها فى ساعات الفجر حيث اقتحمت قوة منزل محمد العراقى بقرية أورمان طلخا وقامت بسرقة الأموال الموجودة بالمنزل بالإضافة إلى خط انترنت تكلفته 1500 جنية والاستيلاء على جميع الأوراق المتعلقة بعمله , كل هذا بعد بعثرة جميع محتويات الشقة وتكسير فى الأثاث الأمر الذى أثار الرعب فى نفوس أبنائه لصغر سنهم .

تكرر نفس المشهد مع اختلاف التفاصيل فى باقى البيوت التى تعرضت لهجوم من قبل حملة الداخلية وهم أحمد محمد الدمرداش مركز منية النصر , السيد الدمياطى مدينة المنصورة , سامح الحسيني محمد مركز تمي الأمديد , ومازالت الحملة تستعد للهجوم على المزيد

سبب عمل المدونة

Filed under: by: ragabhpl

والله كان فى مقالات كتير اوى بتعجبنى
بس ماينفعش انزلها على مدونتى
لان مدونتى بتعبر عن راى انا بس
قلت اعمل مدون تانيه
اكتب فيها كل المقالات اللى بتجعبنى
واهوه ربنا يوقفنا
ملحوظة
اى حد عايز ينزل مقالات عجباه على مدونتى
يراسلنى