عندما تمرض الالهة

Filed under: by: ragabhpl

نقلا عن مدونة فتح عينيك لاحمد محسن


هكذا كان عنوان مقال ابراهيم عيسى الذى قدم بسببه إلى المحاكمة اثناء أزمة مرض الرئيس . وكان قرار المحكمة وقتها : السجن !

لكن مصر بلد الألهه !

منذ عهد فرعون الأول وحتى الآن

فالألهه تبدأ بالرئيس ولا تنتهى عنده.

فكل صاحب سلطان ومنصب وجاه في مصر يتم التعامل معه على أنه إلهه .

لكن هذه لألهه تمرض

لأنها في حقيقة الأمر ليست ألهه ، بل بشر عاديين تماما ، أرادوا أن يعيشوا في هيئة الألهه . لكن الله موجود " و الله غالب على أمره "، وفي أثناء المرض تظهر النفوس على طبيعتها الأولى بدون تجمل و لا تكبر ،تظهر على طبيعتها بدون مساحيق التجميل و بدون حراس السلطان وكلابه . وقتها تظهر الحقيقة الواضحة التى يتداولها المأثور الشعبى _الذى هو خلاصه حكمة الشعوب _ على ألسنه العوام بلهجة بسيطة لكنها توصل المعنى :

لا واحد إلا الواحد ،و لا دايم إلا الله !

وقتها فقط نعلم أن الله موجود .

وهذه التدوينه لسيت شماته في أحد ( حيث أنه لا شماته في المرض ولا في الموت ) ، لكنها نقل لواقع أعيشه يوميا قد يغيب عن الكثيرين ، وتأكيد لمعانى يجب أن تكون لدينا لكنها غابت وسط الزحام .

المشهد الأول :

" كسر في الفقرات العنقية ، و أى حركة الآن قد تؤدى إلى الشلل "

دخلت مكتب رئيس القسم ثالث أيام يوم العيد ، لأجد عدد كبير من ضباط الشرطة بالزى الرسمى ، كل واحد منهم قد استحوذ على كرسي من كراسي المكتب الكبير ، الذى يسع في المتوسط من 10 إلى 12 فرد ، و أضيفت له كراسي من الخارج فأصبح العدد كبيرا على المكتب ، الرتب تبدأ من نجمتين و سيف لكنها لا تقل كثيرا عنها . وكل الموجودين في المكتب يتم منادتهم ب ( باشا ) ، عدد القائمين على خدمتهم خارج المكتب لا يمكن معرفته من الزحام ، والقسم أمتلئ عن أخره بهم ، فلا مكان فيه لقدم .

ولم أكن لحسن الحظ مناوبا في هذا اليوم ، لكنى مررت لإلقاء السلام على زملائي ، وتهنئتهم بالعيد . لكن القدر أراد لى أن أكون شاهدا على مرض أحد الألهه .

مساعد وزير الداخليه لشؤن ( ........) أصيب في حادث ونقل على أثره لدينا إلى المستشفى . لكن اصابته كانت خطيره .

الأشعه العادية أظهرت كسر في الفقرات الظهرية ، و أراد أطباء العظام التأكد باشعه مقطعية على هذه الفقرات ، لكن سياسة القسم لا تسمح بعمل هذه الأشعه في أثناء فترة النبطشية ، لكن هذا يحدث مع البشر العاديين ، أما مع الألهه فالوضع مختلف !!

التليفونات ظهرت ، و أجريت الإتصالات بنائب مدير المستشفى ، الذى أمر الفنى و الطبيب بعمل الأشعه على الفور دون الإنتظار إلى الغد كما يحدث في الحالات الأخرى ! ( كان هذا هو الإتصال الأول )

ظهر التليفون مرة أخرى ، وطلب نائب مدير المستشفى من الطبيب أن يأمر الموظف بعدم أخد رسوم مقابل إجراء هذه الأشعه ( وهو إجراء يحدث مع كل المترددين على المستشفى ) ، لأن الضباط رفضوا دفع أى مقابل مادى مقابل هذه الأشعه ، وعندما أصر الموظف على ان يتم دفع مقابل مادى ( محاولا أن يظل محافظا على التعليمات التى قيلت له بأخد مقابل مادى من كل من يقوم بعمل هذا النوع من الأشعه ) ، ظهرت التليفونات للمرة الثانية ، وكان قرار نائب مدير المستشفى بعمل الأشعه مجانا ! ( كان هذا هو الإتصال الثانى )

أكدت الأشعه إصابة الضابط بالفعل ، لكن الضباط رفضوا نقله من على جهاز الأشعه المقطعية إلا بعد إحضار بعض الأدوات الطبية من مدينة أخرى تبعد مسافة 30 كيلو من المستشفى ، ثم يقوم أطباء العظام بتثبيت مكان الكسر ، ليتم بعد ذلك نقل الضابط إلى مستشفى أخر كبير ، هنا .....حاول طبيب الأشعه أن يظهر بعض الحسم ، فرفض مثل هذا الرأى الذى سيستغرق وقتا طويلا متعلا بان هناك ثلاث حالات حرجة في الإنتظار أمام القسم يجب إجراء الأشعه المقطعية لهم على الدماغ لمعرفه إن كان لديهم جلطة أم نزيف بالمخ ،و هنا_أيضا _ ظهرت التليفونات للمرة الثالثه ، مشتكية إلى نائب مدير المستشفى سوء معاملة طبيب الأشعه لهم ( وبالمناسبه : لم أكن أنا هذا الطبيب ، فأنا لم أكن مناوبا هذا اليوم لكنى كنت شاهدا على ما يحدث )، وسوء معاملة الفنى ( الذى ناله شئ من الزعيق و الصوت العالى بسبب ما أعتبره الضباط : سوء أدب لديه ، لأنه طالبهم بدفع رسوم مقابل إجراء الأشعه ، و لأنه طالبهم بإنزال الضابط من على جهاز الأشعه المقطعية لعمل الأشعه للمرضى المنتظرين بالخارج ) ، فكان قرار نائب مدير المستشفى : إبقاء الضابط على الجهاز إلى حين إحضار الأدوات المطلوبه ، ولينتظر المرضى أمام القسم إلى أن يرحل الضابط !) ....( وكان هذا هو الإتصال الثالث: و الأخير ) .

وخلال 3 ساعات كامله كان القسم الممتلئ عن أخره بضباط الشرطة أصحاب الرداء الأبيض ، وضباط الشرطة أصحاب الرداء الأسود ، و ضباط الشرطة أصحاب الزى الملكى ، والمخبرين و الجنود و العساكر ........،،كل هذا مصاحبا بأكواب من الشاي الساخن و المياع الغازية و الأحاديت الممتعه إلى حين أن يتم نقل الضابط .

وليذهب المرضى المنتظرين على باب القسم إلى الجحيم .

المشهد الثانى :

منتصف ليل الخميس

الهدوء يعم المستشفى تماما .

خاصه ونحن في منتصف الشتاء ، حيث البرد قارس بالخارج . و الكل في منزله .

ليدخل علينا مصاب محاط بعدد كبير من أصحاب البدل السوداء MEN IN BLACK ، المصاب كان شابا صغير السن ، وكل المحيطين به كذلك ، لكن على وجوههم كانت تبدو سمات الجدية و الحزم .

وبدأت الصورة تتضح ...

وكيل نيابة من عائله كبيرة ، أغلبها: وكلاء نيابة و مستشاريين ،أصيب في حادث سيارة مع زملائه وكلاء النيابة ، لكنه الوحيد فيهم التى كانت إصابته خطيرة ( سبحان الله )،الباقين كانت إصابتهم سطحية أما هو فإن الإصابه كانت خطيرة ( نزيف داخل البطن في بدايته ، لكنه بعد قليل سوف يزداد بالتأكيد ، و ما يجعلنا متأكدين من زيادته هو وجود إصابه مباشرة في الكبد سوف تؤدى بعد قليل إلى زياده النزيف ، وبعد ساعات قليله إلى موت المرض إذا لم يدخل فورا إلى غرفه العمليات لإصلاح هذه الإصابة )، هذه الأخبار السيئة لم تعجب المحيطين به ،

هم غير واثقيين من التشخيص

وغير راغبيين في إجراء أى عمليات ، ( المستشفى في حقيقة الأمر لا تروق لهم )

وراغبيين في نقله إلى مستشفى أخر كبير .

لكن الحديث كان واضحا من قبلنا :

لو تم نقله الآن فسوف يكون ذلك على مسؤليتكم الشخصية ، النزيف يزداد ، وهو في حاجة إلى جراحة عاجله ، وقد لا ينتظر إلى أن يتم نقله إلى مستشفى كبير .

وبدأت الإتصالات التليفونية ....

بعد ساعه ....

كان رئيس قسم الجراحة

ورئيس قسم التخدير

ورئيس قسم جراحات الأوعية الدموية

ومدرس مساعد الأشعه

وثلاث نواب أشعه

وثلاث نواب جراحة

ونائبى تخدير

ونائب جراحة أوعية دموية

ونائب مدير المستشفى ،

كلهم أمام المريض لفحصه مرة أخرى ومحاوله أيجاد أى وسيله إلى حين نقله إلى مستشفى كبير .

لكنه بعد ساعه كانت الأمور اسوأ مما ظنوا

كان حجم النزيف ينذر بكارثه

وخلال دقائق إذا لم يدخل المريض إلى غرفه العمليات فإن حياته بالتأكيد على المحك .

ولم يكن أمامهم خيار .

" إنها حقا إراده الله "

المشهد الثالث

والد استاذ أشعه كبير ، خر مغشيا عليه وسط منزله .

فحمل سريعا إلى المستشفى ، وحضر ابنه ( استاذ الأشعه الكبير المشهور و المعروف ) على عجل لإجراء الأشعه . الأشعه أظهرت نزيف بالمخ .

لكن تصرف أستاذ الأشعه بدت و كانه غير مصدق ، أراد أن يعيد الأشعه مرة أخرى للتأكيد ، لكنه شعر أنها فكرة حمقاء ، الصورة واضحة و لا تقبل التأويل . وكل المحيطين به مجمعون على نفس التشخيص .

لا مفر

هى : نزيف بالمخ .

سكت قليلا ...

وسكت كل المحيطين به احتراما له ،

طال الصمت قليلا

لأن الدموع التى كانت تسيل على الخد كانت تتكلم .

3 التعليقات:


شاعر سبيل يقول...

فلما أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل

عاشق الجنة من الإخوان صلى على النبى يقول...

ايه ده هو ممكن رئيس أو أله من الألهة المصرية يعمل حدثة
بصراحة حاجة غريبة اول مرة أسمعها
بصراحة مش مصدف
صلي علي النبي

ragabhpl يقول...

لأن الدموع التى كانت تسيل على الخد كانت تتكلم وتقول على لسان حالهم

هل الالهة تمرض

نعم انها تمرض لاننا لنا الهة كما كنا نظن

فإنا لله وإنا اليه راجعون

________________

عاوز أبقى ظابط

Filed under: by: ragabhpl

نقلا عن لماذا لاحمد المصري


جاء ولد الى ابيه وقال له: وقال له بابا انا عايز ادخل كلية محدش يعرف يتكلم معايا بعدها

قال الأب : ليه ياحبيب هو حد بيعرف يتكلم معانا دلوقتي

رد الأبن : ايوة بس انا عاوز اعتمد على نفسي وابقى مختلف عن أصحابي

قال الأب : طالما دي رغبتك يبقى ماشي خد الشنطه دي اعطيها لعمك ( فلان ) وهو هيقوم بالواجب وهيقولك تعمل ايه

قال الأبن : الشنطه دي فيها شهادة تفوق رياضي ليا ، وشهادة بتقول لني مش لابس نظارة زي دي

قال الأب : اه هي فيها شوية أوراق بس من نوع تاني

( أكيد طبعاً الكل فاهم أي هي نوع الاوراق ، واي هي الكلية الي الابن عاوز يدخلها )

بعد سنوات تغير حال الأبن ولكن تغير قليل فقد اختلفت ملابسه عن بعض اصحابة واكتسب من الصفات ما يؤهله لعمله

الأبن : بابا أنا عاوز منك طلب

الأب : حاضر ياحبيب عاوز كام

الأبن : لأ يابابا ، الشغل بتاعي بعيد عن البيت شوية ، عاوزك تكلم لي حد يخليني اتنقل لمكان قريب من البيت

الأب : حاضر ،، روح لعمك ( فلان الفلاني ) وادي له الظرف ده ، وهو هيقوم بالواجب

ومرت آيام وأشهر وأسابيع و …. وبعدها جاء الأبن لاباه طالباً طلب آخر

الأبن : بابا أنا عاوز منك طلب مهم جداً

الأب : قول ،، لاحظ انك دايماً تاعبني معاك

الأبن : طبعاً انت عارف اني مركزي مهم ومستريح جداً في شغلي بس اصحابي والناس كلها بتقول أهم وأقوى مكان في شغلنا هو أمن الدولة ،، بابا أنا عاوز أبقى ظابط أمن دولة

الأب في ذهول : ظابط أمن دولة ، ليه يابني ما انت كويس كده ومش ناقصك حاجه ، وبعد كده دي صعبه قوي

الأبن : يابابا ده اهم طلب في حياتي ومش هتعبك واطلب حلجه تاني ، كلم لي حد من معرفك زي كل مرة

الأب : أيوة ممكن أكلم لك حد من معارفي بس برده ظابط أمن الدولة ليه مواصفات معينه

الأبن : أي هي المواصفات دي ؟؟؟؟

( هنا دعوني أجيب لكم بالنيابة عن الأب )

1- مريض نفسياً ومصاب بداء النقص، ببساطة ليس هناك شخص متزن يبقل على نفسه ان يفعل افاعيل هؤلاء الضباط

2- له القدرة على الظهور باكثر من وجه ليس بوجهين ولكن بثلاثين وجه وذلك حتى يسهل لهم المراوغه والكذب في الحديث وهذا يعكس مدى الانفصام في الشخصية الذي يعاني منه ضباط أمن الدولة

3- غير قابل للفهم ولا للتفاهم وسهل السيطرة عليه من مرؤسيه ، حتى ان الحقيقة تتجلى أمام عينيه دائماً لكنه لا يصدق الا ما يقول مرؤسيه

4- لا يعرف الدين الا في دار العبادة واحياناً يكون بداخل دور العبادة ولا يحكم الدين أبداً ، فتجده يصلى والمسبحة لا تفارق يدية لكن كل ما يفعله لا يرضى أي دين ، والحلال والحرام لا يختلفان لديه

5- يستخلص من الدين ما يبرر ما يفعله من جارائم

6- شخصيته الطبيعية تمتاز بالغموض والانطوائية والبعد بقدر الامكان عن الناس وهو في الغالب شخص غير محبوب وغير مرغوب فيه

7- يؤمن ايمان كامل بالطبقية وانه توجد مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة ، حتى انه يكون طبقي مع زملائه الضباط العاديين وكذلك من هم اقل منه درجه

8- جنته وناره هي التعليمات فلا دستور لدية ولا تشريع الا التعليمات التي تأتي من الجهة الأعلي

9- لا تعرف المشاعر والاحاسيس لقلبه طريق ومن باب أولى الحب والعطف

10- دائماً شارد وغير مستقر التفكير ، أصعب شيئ لديه هو النوم بارتياح ، تهاجمه الكوابيس باستمرار

11- يبدو للآخرين وحش كاسر قوي فتي ، ولكنه أمام نفسه صغير جداً ، خائف من كل شيئ

12- نفسه لديه هي كل شيئ ( فهو أولاً في المقدمه )

13- الغرور له عنوان وحب التملك شيئ اساسي له .

14- مريضا نفسيا، يسمى بالشخصية السيكوباتية التى تتصرف بعدوانيه شديده

15- غير ناجح نهائياً في بيته ولا مع أولاده

هذا ما استطعت التوصل اليه من تحليل لشخصيات هؤلاء الضباط الا ان يوجد أمراض أكثر من ذلك لم أذكرها بعد ولكم ان تشاركوني في الرأي


بعض التعليقات

محمد خيري قال:

تحليل متميز … كالعادة

ربنا ياخدهم

ناريمان بن محمود قال:

اذا أردت أن ترى مستنقعا يفيض وحلا وقذارة وكرها وحقدا فستجده
في مقرات الأمن ودهاليز الداخلية , الا مارحم ربي وهم قليل .

ragabhpl قال:

نكمل باقى المواصفات
1- يكون واطي وبتاع نسوان ومرتشي
2- هو ورؤسائة هم الى فاهمين الدين والسياسة صح وكل الناس بعدهم بهايم
3-بيكره الشعب دة والبلد اللى عايش فيها وبيضحكوا علينا بالخوف على مصلحتها
4- يكون ننوس عين مامتة وبيسمع الكلام
5- يكون بيحب الكلاب

كفاية كدة

عايز ابقى مخبر


هكذا قال بنو صهيون

Filed under: by: ragabhpl

نقلا عن لماذا _ لاحمد المصرى

يقول اليهود فى بروتوكولات حكماء صهيون

· إننا نقرأ فى شريعة الأنبياء إننا مختارون من الله لنحكم الأرض وقد منحنا الله العبقرية كى نكون قادرين على القيام بهذا العمل .

· فى أيدينا تتركز أعظم قوة فى الأيام الحاضرة فإن كل الذهب الذى ظللنا نكدسه خلال قرون كثيرة جدًا لا بد أن يساعدنا فى غرضنا الصحيح وهو إعادة النظام تحت حكمنا .

· إن السياسة لا تتفق مع الأخلاق فى شىء والحاكم المقيد بالأخلاق ليس بسياسى بارع وهو لذلك غير راسخ على عرشه ولا بد لطالب الحكم من الالتجاء إلى المكر والرياء وسندبر أمثال هؤلاء الرؤساء ممن تكون صحائفهم السابقة مسودة بفضيحة أو صفقة مريبة. إن رئيسًا من هذا النوع سيكون منفذًا وافيًا لأغراضنا لأنه سيخشى التشهير.

· يجب أن يكون شعارنا كل وسائل العنف والخديعة ويتحتم ألا نترك لحظة واحدة فى أعمال الرشوة والخيانة إذا كانت تخدمنا فى تحقيق غايتنا .

· إنما توافق الجماهير على التخلى عما تظنه نشاطًا سياسيًا إذا أعطيناها ملاهى جديدة وسرعان ما سنبدأ الإعلان فى الصحف داعين الناس إلى الدخول فى مباريات شتى فى أنواع المشروعات كالفن والرياضة وهذه المتع الجديدة ستلهى ذهن الشعب حتمًا عن المسائل التى سنختلف فيها معه .

· خير النتائج فى حكم العالم ما ينتزع بالعنف والإرهاب لا بالمناقشات الأكاديمية.

· إن الغاية تبرر الوسيلة وعلينا ونحن نضع خططنا ألا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقى بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضرورى ومفيد.

· من رحمة الله أن شعبه المختار مشتت وهذا التشتت الذى يبدو ضعفًا فينا أمام العالم قد ثبت أنه كل قوتنا التى وصلت بنا إلى عتبة السلطة العالمية

· سنفرض على النشر ضرائب ودمغات وتأمينات مضاعفة سيضطر الكُتَّاب أن ينشروا كتبًا طويلة ستقرأ قليلاً بين العامة من أجل طولها ومن أجل أثمانها العالية وقبل طبع أى نوع من الأعمال سيكون على الناشر أو الطابع أن يلتمس من السلطات إذنًا بنشر العمل المذكور وبذلك سنعرف سلفًا كل مؤامرة ضدنا ونعتبر أن الكتب القصيرة أعظم سموم النشر فتكًا ونحن أنفسنا سننشر كتبًا رخيصة الثمن كى نعلم العامة ونوجه عقولها فى الاتجاهات التى نرغب فيها.

· لقد عنينا عناية عظيمة بالحط من رجال الدين من الأمميي( باقي الاديان ) ن فى أعين الناس وبذلك نجحنا فى الإضرار برسالتهم التى كان يمكن أن تكون عقبة كئودًا فى طريقنا وسنقصر رجال الدين وتعاليمهم له على جانب صغير جدًا من الحياة.

· ستكون لنا جرائد صحف شتى تؤيد الطوائف المختلفة من أرستقراطية وجمهورية وثورية بل وفوضوية أيضًا.

· يجب أن نكون قادرين على إثارة عقل الشعب عندما نريد وتهدئته عندما نريد .

· سوف ندمر الحياة الأسرية بين الأمميين ( باقي الاديان ) ونفسد أهميتها التربوية .

· إن أمنيتنا هى تنظيم جماعة من الناس يكونون أحرارًا جنسيًا، نريد أن نخلق الناس الذين لا يخجلون من أعضائهم التناسلية.


لا أعتقد ان الكلام يحتاج لتعليق

* فاليهود الآن يتحكمون في الاقتصاد العالمي ، ويتحكمون القرار السياسي الأمريكي بذات الطريقه ، والتي جاءت عن طريق تجميع الذهب والذي توارثوه من قديم الأزل

* وجهة نظرهم في الرئيس ( السياسي البارع ) يجب أن يلتجأ للمكر والخديعه ، ورئيس من ذلك النوع سيكون منفذا لأغراضهم ( هذا ولا عجب من التصريحات التي تصدر من الحكام والرؤساء والتي دوماً نصرخ من بجاحتها وغرابتها فلا عجب الآن لأننا عرفنا مصدرها )

* الهاء الجماهير تحت مسمى الفن أو الرياضه وذلك لابعاد الجماهير عن المطالبة بالحقوق السياسية ، كما أن من الاهداف الخفيه هي ابعاد الجماهير عن التعلق بالمعتقدات الدينيه وذلك بنفس الطريقة السابقه ، حينها نصل لأن تكون الأدوار الثانوية في حياتنا وأدوات الترفيه هي الأساس ، والأصول والاولويات هي الفروع

* التأثير على الكتب والمطبوعات ودور النشر ، وذلك الموجود حالياً في كل الدول العربيه والإسلاميه بالتحديد

* الحط برجال الدين ، ولا غرابة مما يصور به رجال الدين سواء بالاعلام أو بين الناس والذي سبب عدم ثقة الناس برجال الدين ومن ثم الاعتماد على غيرهم من ذوي المبادئ الهدامه .

وفي النهاية

أرى ان اليهود قد نجحوا في تنفيذ كل اجندتهم وخصوصاً في الدول الاوربية التي تسير وفق ما قررون ، أما الدور الآن فهو على امتنا والتي لانعجب حينما نرى أن كل ما كتبه اليهود ،، يحدث فعلاً من حكامنا وبنو جلدتنا وأن اجندتهم تنفذ حرفاً بحرف وأن القرار السياسي الآن ، هو قرار سياسي يهودي ، وأن الإعلام يسير وفق ما يريدون كذلك التعليم ، كذلك من في يديهم الوزارت التي تتبعها دور العبادة ، وغير ذلك كثير ،،،،،،،،،

ولا عجب الآن مما يحدث

خطبة عرفة وإعلان حقوق الإنسان

Filed under: by: ragabhpl



نقلا عن موقع قصة الاسلام

حقيقة لا مراء فيها أن حقوق الإنسان في أرجاء العالم المختلفة تتعرض لانتهاكات لا حصر لها، وليس من السهل أن تجد منطقة في شرق العالم أو غربه لا تعاني من هذا الانتهاك، وقد يكون الانتهاك داخليًّا بأيدي أصحاب السلطان والحكم، وقد يكون من دولة متجبِّرة لدولة أخرى ضعيفة، وقد يكون من طائفة لطائفة أخرى، وقد يكون من فردٍ لأفراد آخرين، ولكنه في كل الأحوال موجود ومنتشر، بل ليس غريبًا أن تصبح المعاناة هي شعار الأغلبية من سكان هذا الكوكب!

وهذا الانتهاك لحقوق الإنسان ليس مستحدثًا في الأرض، بل إن السمة الغالبة لكل الأمم التي حكمت الدنيا قبل ذلك، هي سمة الظلم والاضطهاد للآخرين، ولا فرق في ذلك بين فرس ولا رومان، ولا هنود ولا صينيين، ولا تتار ولا صليبيين، ولا إنجليز ولا فرنسيين، ولا أمريكان ولا يهود.. إنها النتيجة الحتمية للقوة إذا نُزعت منها الرحمة، وإذا تجرَّدت من الأخلاق والدين.

حقوق الإنسانأما الذي يحزننا حقًّا فهو أن نرى هذا الانتهاك لحقوق الإنسان متفشيًّا في بلاد المسلمين، التي أنعم الله عليها بدين يحفظ حقوق الإنسان من أول يوم نزل فيه القرآن إلى آخر أيام التشريع.. وهو الدين الذي جعل الله U سمته الرئيسية هي الرحمة، فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]. وهو الدين الذي لا يقبل الظلم بأي صورة من الصور، يقول تعالى في الحديث القدسيِّ: "يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا؛ فَلاَ تَظَالَمُوا"[1].

يحزن المرء حقًّا عندما ينظر إلى بلاد الإسلام فيجد الأعداد الغفيرة من المظلومين قد دخلت السجون والمعتقلات بغير جريمة ولا ذنب، بل بغير قضية ولا تحقيق من الأصل، ويجد أن الأعياد تلو الأعياد تمرُّ على الأمة فلا تحمل إلا الحزن لعائلات كثيرة، فَقَدت عائلها خلف القضبان بغير حق ولا دليل!

يحزن المرء كثيرًا عندما يجد أن إرادات الشعوب الإسلامية تُزوَّر وتُلفَّق، حتى تسير الأمور وَفْق هوى شخص بعينه، وتحقيقًا لمصالح إنسان بذاته.

يحزن المرء كثيرًا عندما يشاهد مُكوسًا وضرائب، وجبايات وفروضًا تثقل كاهل المساكين، وتشقُّ على عامَّة المواطنين.

يحزن المرء كثيرًا عندما يرى في بلاد المسلمين أطفالاً لا مأوى لهم، فيما عُرف بظاهرة (أطفال الشوارع)، ويجد نساء وأرامل لا يجدن ما يكفي لسدِّ جوعهن وجوع أولادهن، بينما تُختلس أموال البلاد الإسلامية وتُبدَّد بالملايين والمليارات.

كل هذا وغيره انتهاك لحقوق الإنسان في بلاد المسلمين.

ولهذا فليس مفاجئًا لنا أن نجد أن الغالب الأعم من الدول التي تنتهك حقوق الإنسان في العالم، هي دول إسلامية!

وهذه والله فتنة كبيرة، وبلية عظيمة!

ماذا تقول شعوب العالم الذي يسمونه بالمتحضر عندما يشاهدون هذه الظواهر والكوارث في بلاد المسلمين؟! أليس من المتوقع أن يُرجِعوا ذلك كله إلى الإسلام نفسه؟! أليس طبيعيًّا جدًّا أن يقولوا إن العامل المشترك الذي يجمعهم جميعًا هو الإسلام، فلا شك إذن أنه دين عنف وإرهاب واضطهاد وقهر وعنصرية وطبقية؟!

إنها والله فتنة!

ولذلك يقول ربنا I: {رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} [الممتحنة: 5]. ونحن نكون فتنة للذين كفروا إذا كان حالنا دافعًا لهم أن يبتعدوا عن هذا الدين وعن أهله.

والحق أن الإسلام بريء تمامًا من هذه التصرفات والمخالفات.. والفرق بين قواعد الشريعة وبين ما يفعله غالب الحكام وأصحاب السلطان، كالفرق تمامًا بين السماء والأرض، أو لعله أبعد!

وما أجمل -ونحن في هذه الأيام المباركة- أن نتعرف على قواعد الإسلام الصحيح من خلال خطبة نبي الإسلام وخاتم المرسلين محمد r، وذلك يوم عرفة، وهو يخاطب عموم المسلمين المجتمعين معه في هذا الموقف المهيب.

خطبة عرفة وإعلان حقوق الإنسانلقد كانت خطبة عرفة ذات طابع مميز مختلف عن بقية خطبه r، ليس ذلك فقط لأنها كانت خطبة توديعية للأمة، ولكنها في الواقع كانت خطبة الرسول r لأمته القوية الممكَّنة في الأرض. لقد خاطب رسول الله r قبل ذلك المستضعفين، وخاطب المحاصَرين والمضطهدين، وحتى في فترة المدينة فإن حياة المسلمين كانت بين شدٍّ وجذب، وقوة وضعف، وعلوٍّ وهبوط، إلا أنه الآن في خطبة عرفة يخاطب أمة قوية لها السيطرة على الجزيرة العربية بكاملها، ولها الكلمة العليا في كل المنطقة، وهو في خطابه لها يعلِّمها ويعلِّم البشرية جميعًا أن القوة إذا كانت في يد مسلم حقيقي، فإنه يسخِّر هذه القوة لحفظ حقوق الإنسان لا لهدرها، ولترسيخ العدل في الأرض لا الظلم، ولتعزيز المبادئ الأخلاقية والحضارية لا الاستبدادية التعسفية.

لقد كان أعظم إعلان لحقوق الإنسان في تاريخ الإنسانية!

انتهاك حقوق الإنسانإن الرسول الأكرم r وقف معلنًا في أكثر من موضع حرمة الدماء والأموال، وهما أكثر الأشياء التي يتصارع لأجلها البشر، وهما أهم الأشياء التي يسعى الإنسان للحفاظ عليهما، فقال رسول الله r: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا"[2].

إنه يحرم تمامًا أن يتعرض أحدٌ لدم أحدٍ أو ماله بغير وجه حق، بل إنه يعلن في موضع آخر أن هذا ليس فقط في الأموال الكثيرة، وليس فقط في الظلم المُعلَن الواضح، ولكن في أي صورة من صور التحايل، فيقول في روعة بالغة: "لاَ يَحِلُّ لِامْرِئٍ مِنْ أَخِيهِ إِلاَّ مَا أَعْطَاهُ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ، فَلاَ تَظْلِمُنَّ أَنْفُسَكُمْ"[3].

ثم هو يمنع أن يُؤخذ أحدٌ بجريرة إنسان آخر، فقال: "دِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ، وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ"[4]. فليس من المقبول أن يُقتل إنسان لا لشيء إلا لأن أباه أو أخاه أخطأ بقتل آخر، فكل نفس بما كسبت رهينة.

العالم كله الآن يشاهد مصيبة الربا وأثرها في الأزمة المالية العالميةوهو كذلك يمنع الاستغلال الاقتصادي، ويحرِّم تحكُّم الأغنياء في الفقراء، فيقول: "وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ رِبَانَا، رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ"[5]. إن الربا ظلم مبين، وهدر لحقوق الإنسان، ولعلَّ العالم كله الآن شاهد مصيبة الربا وأثرها في الأزمة المالية العالمية، ورسولنا الأكرم يحذِّرنا من هذا الشر المحض، ويمنعنا من استغلال الناس وقهرهم.

ثم لعلنا نلحظ أنه r لا يتفضل بقيادته ونبوته وحكمه على الناس، ولا يترفع عليهم، ولا يستثني نفسه من حكمٍ ويضعه على غيره، بل إنه يصبح أول المتنازلين عن دماء الجاهلية، وعن ثأر الآباء، وهو كذلك أول المتنازلين عن فوائد الربا التي كان يقبضها عمه العباس t؛ ليعلن للجميع أن الحاكم لا ينبغي له أن يتسلط على رقاب المحكومين، بل على العكس إنه يضرب من نفسه المثل والقدوة لكل شعبه.

وهو أيضًا في هذا الموقف الجامع يوصي بحفظ حقوق النساء، التي كثيرًا ما تتعرض لهدرٍ عظيم إذا ما نسي الإنسان خُلُقَه، وابتعد عن دينه، فيقول الرسول r: "اتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ؛ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ"[6].

ثم يُسَطِّر قانونًا من أعظم قوانين الإنسانية، وهو قانون المساواة، ونبذ العنصرية والطبقية، وعدم الاعتبار مطلقًا بفروق الجنس والعرق واللون والثروة، فيقول في رقيٍّ ظاهر: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى"[7].

وأكثر من كل ذلك فإنه لا يمانع أن يصعد عبدٌ حبشي إلى قمة الحكم في الدولة الإسلامية، بل إنه يوصي أصحابه وأمته أن يسمعوا له ويطيعوا، ولا يجعلوا فارق اللون أو الثروة مانعًا لهم أن يتبعوه. يقول رسول الله r: "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ[8]، مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ"[9].

إن هذه القوانين الرائعة، والقواعد السامية أُعلنت منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان، وأُعلنت هكذا كاملة دون نقص، ومحكمة دون ثغرة، وهذا من أبلغ دلائل نبوته r.

إننا نحتاج أن نفهم ديننا، وأن نعرف قصة حبيبنا r، وأن نفخر بدستورنا وشرعنا.

ونحتاج أيضًا أن نرفض الظلم بكل صوره، وأن نغضب لإهدار حق إنسان واحد، فضلاً عن إهدار حقوق الشعوب.

ونحتاج فوق هذا أن نحمل رسالة ديننا إلى العالمين؛ ليعلم الجميع أن دين الله حق، وأن شريعته عادلة، وأن سعادة الدنيا والآخرة في تطبيقها واتِّباعها.

نسأله I أن يرفع الكرب عن المكروبين، وأن يردَّ الحقوق لأصحابها، وأن يُسعِد البشرية جميعًا بدين الإسلام.

كما نسأله سبحانه أن يعز الإسلام والمسلمين!

الصين ام الامريكان

Filed under: by: ragabhpl

نقلا عن موقع قصة الاسلام

نتيجة الطغيان الأمريكي البارز، وانفراد الأمريكان بقيادة العالم في العقدين الأخيرين من عمر البشرية، ونتيجة الاحتلال الأمريكي الغاشم للعراق وأفغانستان، ونتيجة التأييد الأمريكي السافر لليهود في فلسطين، فإن كثيرًا من المسلمين صاروا يسعدون كثيرًا بالنمو الصيني المتزايد على أمل أن يقف الصينيون في وجه القوة الأمريكية المتنامية؛ وبالتالي يتحقق شيء من التوازن في العالم نتيجة وجود قطبين أو أكثر بدلاً من قطب واحد.
وبالتالي رأينا الكثير من المسلمين يعلقون الآمال على الدولة الصينية العملاقة، ويتحدثون بعاطفة أقرب إلى الفخر عن إنجازاتها وكأنها أحد بقية الأقطار الإسلامية الشقيقة!
وهؤلاء يغفلون عن حقائق كثيرة لعلَّهم لو عرفوها لتوجسوا خيفة من نمو الصين بدلاً من أن يفرحوا به..
فهم يغفلون أولاً عن سنن الله في نصر المؤمنين، وأن الله لا ينصر المسلمين بتوازن القوى العالمية، إنما ينصرهم بارتباطهم بربهم سبحانه وتعالى واعتمادهم عليه، واتّباعهم لشرعه، ووحدتهم على أساس العقيدة، لا ينصرهم في ذلك توازن القوى العالمية أو عدم توازنه. نعم قد يستغل المسلمون التغيرات الموجودة في الدنيا ليحققوا مصلحة ما لهم ولأمتهم، لكنهم لا يعتبرون هذه التغيرات الدنيوية وسيلة حتمية لتحقيق النصر، ومن ثَمَّ يضيع الفارق بين الوسيلة والغاية؛ فالغاية أن نصبح أقوياء بالله عز وجل وبارتباطنا به، وعندها سننتصر مهما كانت الظروف العالمية، وفي ظل قوة أمريكا أو الصين أو غيرهما.
والخطورة الحقيقية في هذا المنهج أنه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة يعلق المسلمين بالأسباب، وينسيهم رب الأسباب، ولقد استمعتُ بنفسي إلى محاضر مسلم متخصص في السياسة يقول: إن على المسلمين أن يحاولوا دائمًا أن يتوقعوا الأقطاب العالمية القوية قبل قوتها حتى يقيموا معها علاقات قوية، فإذا قامت كنا أصدقاءها المقربين، وبالتالي دخلنا في المعسكر المتغلب!!
إن هذا المنهج الانهزامي الذي يفترض أن فرصة المسلمين للنجاة لا تكون إلا بالاعتماد على دولة أجنبية، منهجٌ محبط وغير فاهم لطبيعة النصر في حياة هذه الأمة.
فهذه هي الحقيقة الأولى التي يغفلونها.
وثانيًا: هم يغفلون ديانة هذه الدولة الصينية كعادة السياسيين، فإنهم يضعون الدين جانبًا عند التحليل، أما نحن المسلمين فإننا نعتبر القرآن الكريم والسنة المطهرة هما أهم الوسائل المساعدة لنا على فهم الماضي الذي رأيناه، والواقع الذي نعيشه، والمستقبل الذي نقبل عليه.
فهؤلاء الصينيون إما ملاحدة شيوعيون لا يؤمنون بإله أصلاً، أو وثنيون يعبدون بوذا وكونفشيوس من دون الله. ومع أن الأمريكان يشركون المسيح عليه السلام مع الله عز وجل إلا أنهم في النهاية أهل كتاب، وهذه معلومة أخبرنا القرآن الكريم أن لها علاقة مهمة بتحليلاتنا..
فالله عز وجل يقول في كتابه: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} [المائدة: 82].
فأشد الناس عداوة للذين آمنوا بنص القرآن، هم اليهود والمشركون الوثنيون عبّاد الحجر والبقر، ومن باب أولى الملحدون الذين ينكرون أن للكون خالقًا. نعم قد نجد مشركًا رحيمًا محبًّا للمؤمنين كأبي طالب والمطعم بن عدي، وقد نجد النصارى قساة في حروبهم غلاظًا في عداوتهم، لكن يبقى الأصل هو ما ذكره ربنا تصريحًا في كتابه.
وإن الشواهد على ذلك كثيرة من التاريخ والواقع، ولنسأل أنفسنا كم من الصينيين أو اليهود أسلم في السنوات السابقة؟! وكم من الأمريكان أسلم في نفس السنوات؟! لا شك أن لعوامل اللغة والتاريخ تأثيرًا، لكن تبقى قلوب النصارى بصفة عامة أقرب إلى الإسلام من قلوب المشركين، وتبقى قلوب النصارى أرحم من قلوب الملحدين.
وثالثًا: فإن هؤلاء الذين يعلقون آمالهم على الصين يغفلون تاريخهم في الأراضي! والصينيون من أكثر شعوب الأرض دموية، ومن هذه البلاد ومن منغوليا أتت جحافل التتار التي أذاقت شعوب العالم العذاب ألوانًا، وقاسى المسلمون منها بشدة، وذُبح منها الملايين على أيديهم، وكان ابن العماد يصف سيرتهم قائلاً: "إنهم لا يهدفون إلى السرقة والنهب والتملك، ولكن إلى إفناء النوع البشري"
وكانت هذه طبيعتهم في كل معاركهم، حتى بعد زمن التتار، ولقد عانى منهم المسلمون أشد المعاناة في تركستان الشرقية المحتلة! فهذا الإقليم المسلم محتل من الصين منذ أكثر من ثلاثمائة عام، وتمارس فيه الصين كل محاولات طمس الهوية وإبعاد المسلمين عن دينهم. نعم قد يفتتحون مسجدًا أو يكرمون حافظًا للقرآن، أو يحتفلون برحلة حج! لكن كل هذه مظاهر غرضها إخفاء الدموية الصينية في الإقليم المسلم. ولقد قامت الصين بقتل مائة ألف مسلم في هذا الإقليم في السنوات الأربع بين 1949 و1953م!
ورابعًا: فإن معلقي الآمال على الصين يغفلون طبيعة الحكم الصيني، الذي ما تغير عبر القرون الطويلة، ولم يختلف كثيرًا في شيوعيته الحديثة عن إمبراطورية الصين القديمة؛ فالحكم في الصين دومًا هو الحكم الدكتاتوري الأوحد، ولا يقبل فيها مطلقًا بالرأي الآخر. ولقد اعترف ماوتسي تونج زعيمهم الأكبر أنه قَتَل في سنة 1951م - تحت مسمى القضاء على الثورة المضادة - أكثرَ من 800.000 شخص من المناوئين لسياسته! كما كان يفتخر بأنه دفن أكثر من 46.000 عالمٍ وهم أحياء!!
ولكم أن تتخيلوا كيف يكون الحال إذا أطلقت مثل هذه الدولة على العالم! فهذا حالهم مع أهلهم، فكيف سيكون مع من حولهم من الشعوب؟!
وخامسًا: فإن الذين يعلقون آمالهم على هؤلاء الوثنيين يغفلون دراسة السيرة النبوية، أو لا يربطونها بواقعهم..
أليس في علاقة أمريكا بالصين شبه مع علاقة أخرى دوّنتها لنا كتب السيرة؟!
أليس لها وجه شبه مباشر مع الحرب بين الروم والفرس؟!
لماذا حزن المسلمون لهزيمة الروم، وانتظروا الأيام كي تنتصر؟!
ألم يكن الروم في ذلك الوقت يعبدون المسيح من دون الله، ويمارسون الظلم على كل الشعوب التي يحتلونها؟!
كان هذا يحدث، ولكنهم في النهاية أهل كتاب، وإيمانهم أقرب، وقلوبهم أرق من أولئك الذين يعبدون النار.
وليس معنى هذا أن الأمور تميعت، وأصبح الروم كالمسلمين؛ فقد تعقدت الأمور بين الدولة الإسلامية الناشئة وبين دولة الروم العملاقة، وصار الأمر إلى صدام مباشر بين المسلمين والروم.
ومن هنا فإنه لا يفهم من كلامي هذا أنني أعلق الآمال على الأمريكان، وأتوسم فيهم نجدة المسلمين، بل أقول: إننا لن نرفع رأسنا ونعز أنفسنا إلا بالإسلام، وإلا بالتوجُّه الكامل لله عز وجل لا لأمريكا ولا للصين ولا لغيرهما، ولكن يبقى نصر الأمريكان على الصينيين أحب إلى قلوبنا؛ نتيجة ما ذكرناه من عوامل.
إن الإحباط الذي أصاب المسلمين نتيجة التجبُّر الأمريكي دفعهم إلى الرغبة في الخلاص من مشاكلهم ولو بتعليق الآمال على الشيوعيين، ونسي المسلمون إجرام الشيوعيين السوفيت واليوغسلاف والصينيين وغيرهم، وكان المسلمون كالمستجير من الرّمضاء بالنّار، وتفرقت بهم السبل، وتاهوا في طرقات السياسة النفعية. ولو أفاقوا لأدركوا أن السبيل للعزة والتمكين والنجاة واحد لا ثاني له، وقد ذكره ربُّنا في كتابه حين قال: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153].
وأسأل الله عز وجل أن يعز الإسلام والمسلمين.

نقلا عن موقع الدكتور صلاح سلطان

Filed under: , by: ragabhpl

يا مصر كفاك جوعا واستبدادا

في مصر خيرات جسام استأثر بها اللئام وحرم منها الكرام ، فيها من كنوز الأرض وخيرات السماء ما يكفي لإطعام العالم ( أهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم ) ، فيها من عطاء الله الوفير من النيل العظيم والأرض الخصبة ، والخبرة النادرة ،والحرف الماهرة ، والصناعات الثقيلة والخفيفة ، والعقارات والاستثمارات المربحة ، والبحار الرائعة والآثار النادرة ، ولكن استولي عليها بالتزوير والاحتيال من عصابة السوء الذين جمعوا بين الاستبداد السياسي والفساد المالي ما طفح به الكيل، وفاض عن الحد بما يوحب الإعلان عن العصيان المدني السلمي ، حتي تنهار عصبة السلب والنهب والمحاكمات الظالمة ، والأيادي العابثة ، لأنهم هم الذين سدوا كل الأبواب أمام الإصلاح السلمي في فجور نادر في تزوير إرادة الأمة ، وتذويب كل آمال الإصلاح الديمقراطي ، و لا ينبغي لأحد أن يلوم شعبا اشتدت عليه المسغبة ، و أصابته سنون عجاف أذابت الشحم وأكلت اللحم ونقّت العظم ، وأمرضت الجسم بالدماء الملوثة وتجارب الأدوية بعد نجاحها علي الفئران، والأطعمة الفاسدة والمسرطنة ، والمخدرات الفتاكة ، و.... وهذه توجب على كل حر أن ينتفض وأن يقول لهذا الظلم المركب : لا (ولو بالمكث في بيته ) رغم التهديد العلني الذي يسلب الإنسان حقه في التأوه إذا عضه الألم ،و الصراخ إذا أنهشه الجوع ، والصياح إذا سلب إنسانيته وحريته وكرامته ، وهنا اختصر المقال بأبيات لأمير الشعراء أحمد شوقي يشاطرنا الصراخ من وراء جدران قبره فيقول لأهل مصر :

شَبابَ النيلِ إِنَّ لَكُم لَصَوتًا" "مُلَبّى حينَ يُرفَعُ مُستَجابا
فَهُزّوا العَرشَ بِالدَعَواتِ حَتّى" "يُخَفِّفَ عَن كِنانَتِهِ العَذابا
أَمِن حَربِ البَسوسِ إِلى غَلاءٍ" "يَكادُ يُعيدُها سَبعًا صِعابا
وَهَل في القَومِ يوسُفُ يَتَّقيها" "وَيُحسِنُ حِسبَةً وَيَرى صَوابا
عِبادَكَ رَبِّ قَد جاعوا بِمِصرٍ" "أَنيلًا سُقتَ فيهِمُ أَم سَرابا
حَنانَكَ وَاهدِ لِلحُسنى تِجارًا" "بِها مَلَكوا المَرافِقَ وَالرِقابا
وَرَقِّق لِلفَقيرِ بِها قُلوبًا" "مُحَجَّرَةً وَأَكبادًا صِلابا
أَمَن أَكَلَ اليَتيمَ لَهُ عِقابٌ" "وَمَن أَكَلَ الفَقيرَ فَلا عِقابا
وَتَسمَعُ رَحمَةً في كُلِّ نادٍ" "وَلَستَ تُحِسُّ لِلبِرِّ انتِدابا
أَكُلٌّ في كِتابِ اللهِ إِلّا" "زَكاةَ المالِ لَيسَت فيهِ بابا
إِذا ما الطامِعونَ شَكَوا وَضَجّوا" "فَدَعهُمْ وَاسمَعِ الغَرثى السِغابا
فَما يَبكونُ مِن ثُكلٍ وَلَكِن" "كَما تَصِفُ المُعَدِّدَةُ المُصابا
وَلَم أَرَ مِثلَ شَوقِ الخَيرِ كَسبًا" "وَلا كَتِجارَةِ السوءِ اكتِسابا
وَلا كَأُولَئِكَ البُؤَساءِ شاءً" "إِذا جَوَّعتَها انتَشَرَت ذِئابا
وَلَولا البِرُّ لَم يُبعَث رَسولٌ" "وَلَم يَحمِل إِلى قَومٍ كِتابا

من حق الشياه ــ في عرف أمير الشعراء ــ إذا جاعت أن تكون ذئابا ، ونحن والله آدميون نريد العيش ليس في رخاء وغناء ، بل كفاية واستغناء، فافعلوا شيئا معشر الفقراء تصخ آذان الأغنياء لترد بعض حقوق البؤساء ، فلم يعد ما يبكى عليه إذا حرمنا حريتنا ورغيف خبز يخلو من الذلة والشقاء.

ا .د. صلاح سلطان